علي أوّل من صلّي علي النبيّ وحدة، ثمّ صلّي النّاس عليه











علي أوّل من صلّي علي النبيّ وحدة، ثمّ صلّي النّاس عليه



عن المفيد في (الإرشاد): فلمّا فرغ عليّ عليه السلام من غسله صلي الله عليه و آله وتجهيزه تقدّم فصلّي عليه وحده، لم يشرکه معه أحد في الصلاة عليه، وکان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمّهم في الصلاة عليه، وأين يدفن؟ فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال لهم: «إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إمامُنا حيّاً وميّتاً، فيدخل عليه فوجٌ فوجٌ منکم فَيُصلّون عليه بغير إمام وينصرفون، وإنّ اللَّه تعالي لم يقبض نبيّاً في مکان إلّا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإنّي دافنه في حُجرته الّتي قُبِضَ فيها»، فسلّم القوم لذلک ورضوا به - إلي أن قال: - ولم يحضر دفن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أکثر النّاس لما جري بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أکثرهم الصلاة عليه لذلک.[1] .

وفي (المناقب): وقال أبو جعفر عليه السلام: «قال النّاس: کيف الصلاة عليه؟ فقال عليّ عليه السلام: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إمام حيّاً وميّتاً، فدخل عليه عشرة عشرة فصلّوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثاء حتّي الصباح ويوم الثلاثاء حتّي صلّي عليه الأقرباء والخواصّ، ولم يحضر أهل السقيفة، وکان عليّ عليه السلام أنفذ إليهم بُريدة، وإنّما تمّت بيعتهم بعد دفنه.[2] .

وفي (الکافي): وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول في صحّته وسلامته: إنّما اُنزلت هذه الآية علَيّ في الصلاة بعد قبض اللَّه لي: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً».[3] .

وروي ابن سعد بسنده عن عليّ عليه السلام، قال: لمّا وُضِع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي السرير، قال عليّ عليه السلام: «ألّا يقوم عليه أحدٌ لعلّه يؤمّ، هو إمامکم حيّاً وميّتاً، فکان يدخل النّاس رسلاً رسلاً فيصلّون عليه صفّاً صفّاً ليس لهم إمام ويکبّرون، وعليّ عليه السلام قائم بحيال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: سلام عليک أيّها النبيّ ورحمة اللَّه وبرکاته...آخر الحديث».[4] .







  1. إرشاد المفيد 189 - 187: 1، وانظر ينابيع المودّة للقندوزي: 265.
  2. المناقب لابن شهرآشوب 239:1.
  3. اُصول الکافي 451:1، و کذا المصدر المتقدّم، والآية من سورة الأحزاب: 56.
  4. الطبقات الکبري 291:2.