في معني كون عليّ ميزان الأعمال











في معني کون عليّ ميزان الأعمال



قد اتّضح ممّا ذکرناه أنّ المراد من الميزان الّذي توزن به الأعمال يومئذٍ إنّما هو الحقّ، فبقدر اشتمال العمل علي الحقّ يکون اعتباره وقيمته، والحسنات مشتملة علي الحقّ، فلها ثقل، کما أنّ السيّئات ليست إلّا باطلة فلا ثقل لها، فإنّه تعالي يزن الأعمال يومئذٍ بالحقّ، فما ا شتمل عليه العمل من الحقّ فهو وزنه وثقله، فتبيّن أنّ المراد بالوزن يوم القيامة هو تطبيق الأعمال علي ما هو الحقّ، وبقدر اشتمالها عليه تستعقب الثواب وإن لم تشتمل عليه فهو الهلاک، والحقّ هو العدل، فالمشرکون ليس لهم وزن؛ لعدم الحقّ في أعمالهم، بل کانوا ضالّين مضلّين وذلک هو الخسران المبين.

والنبيّ صلي الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام هم الموازين يوم القيامة؛ لأنّهم هم العدول ومصاديق العدالة ومظهر الحقّ والقسط، فتقاس أعمال النّاس عليهم، فإن تطابقت أعمالهم معهم فهم ممّن ثقلت موازينه، وإلّا فهم ممّن خفّت موازينه.

ولا يخفي أنّ مقتضي جمع الميزان في الآية الشريفة، باعتبار أنّ موازين الأعمال متعدّدة وکثيرة يوم القيامة، وهم الأنبياء وأوصياؤهم، وکذلک الأئمّة المعصومون عليهم السلام، وأيضاً الصلحاء، فکلّ هؤلاء ميزان الأعمال يوم القيامة، وعليّ عليه السلام بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أکمل مصاديق هذا العنوان؛ لأنّه فرد کامل في العدالة والحقّ، فمن کان عمله منطبقاً مع هذا الحقّ الکامل فهو من أهل الجنّة وجاوز الصراط، ومن خالف عمله هذا الحقّ الکامل أي خالف عليّاً عليه السلام فهو من أهل النّار، ولذا ورد في زيارته المطلقة: «السلام علي ميزان الأعمال».

ونشير إلي نماذج من الأخبار الّتي تؤيّد ما ذکرناه:

1- في (معاني الأخبار): بإسناده عن المنقري، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً»[1] قال: «هم الأنبياء والأوصياء».[2] .

2- وفي (البحار) عن (بصائر الدرجات): عن الثمالي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «هَذا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ»[3] قال: «هو واللَّه عليّ عليه السلام هو واللَّه الصراط والميزان».[4] .







  1. سورة الأنبياء: 47.
  2. معاني الأخبار: 31، والبحار 249:7.
  3. سورة الحجر: 41.
  4. بحار الأنوار 363:35.