في لوائه ونوره يوم القيامة وحمايته لأوليائه











في لوائه ونوره يوم القيامة وحمايته لأوليائه



عن ابن المغازلي الشافعي: بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، أنّه سئل عن قول اللَّه عزّ وجلّ: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ».[1] .

قال: سأل قوم النبيّ صلي الله عليه و آله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ اللَّه؟

قال: «إذا کان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض فإذا مناد: ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا بعد بعث محمّد صلي الله عليه و آله، فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فيعطي اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولّين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّي يجلس علي منبر من نور ربّ العزّة، ويُعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيُعطي أجره ونوره، فإذا أتي علي آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعکم ومنازلکم من الجنّة إنّ ربّکم يقول: عندي مغفرة وأجرٌ عظيم - يعني الجنّة - فيقوم عليّ والقوم تحت لوائه معهم حتّي يدخل بهم الجنّة. ثمّ يرجع إلي منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلي الجنّة، وينزل أقواماً إلي النّار، فذلک قوله تعالي: «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ»[2] يعني السابقين الأوّلين (من) المؤمنين وأهل الولاية: «وَالَّذِينَ کَفَرُوا وَکَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولئِکَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ»[3] يعني بالولاية بحقّ عليّ، وحقّ عليّ عليه السلام الواجب علي العالمين».[4] .

و روي ابوالفرج و الصفوري الشافعي عن أنس، قال: بعثني النبيّ صلي الله عليه و آله إلي أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع: «يا ا با برزة، إنّ ربّ العالمين عهد إليَّ عهداً في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: إنّه راية الهدي، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة، عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي في القيامة علي مفاتيح خزائن رحمة ربّي».[5] .

و عن البرحاني عن (أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله): بسنده عن أبان بن عثمان، عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: «إذا کان يوم القيامة نادي منادٍ من بطنان العرش: أين خليفة اللَّه في أرضه؟ فيقوم داود النبيّ عليه السلام فيأتي النداء من عند اللَّه عزّ وجلّ: لسنا إيّاک أردنا، وإن کنت للَّه تعالي خليفة. ثمّ ينادي ثانية: أين خليفة اللَّه في أرضه، فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيأتي النداء من قِبل اللَّه عزّ وجلّ: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب، خليفة اللَّه في أرضه، وحجّته علي عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم، يستضيئ بنوره، وليتّبعه إلي الدرجات العُلا من الجنّات، فيقوم النّاس الّذين تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتّبعونه إلي الجنّة» الحديث.[6] .

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي رحمه الله، في قوله تعالي: «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْکِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْکُمْ کَفِيلاً»[7] فإنّه حدّثني أبي، رفعه، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: «لمّا نزلت الولاية، وکان من قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بغدير خمّ: سلّموا علي عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين، فقالوا: من اللَّه ومن رسوله؟ فقال لهم: نعم حقّاً من اللَّه ومن رسوله، إنّه أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، يقعده اللَّه يوم القيامة علي الصراط فيدخل أولياءه الجنّة، ويدخل أعداءه النّار.

فأنزل اللَّه عزّ وجلّ: «وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْکِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْکُمْ کَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»[8] يعني قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: من اللَّه ومن رسوله، ثمّ ضرب لهم مثلاً فقال: «وَلَا تَکُونُوا کَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنکَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَکُمْ دَخَلاً بَيْنَکُمْ».[9] [10] .







  1. سورة المائدة: 9. سورة الفتح: 29.
  2. سورة الحديد: 19.
  3. سورة الحديد: 19.
  4. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 322، ح 369.
  5. حلية الأولياء 66:1، نزهة المجالس 208:2.
  6. غاية المرام: 73، الباب 15 من المقصد الأوّل، ح 16.
  7. سورة النحل: 91.
  8. سورة النحل: 91.
  9. سورة النحل: الآية 92.
  10. تفسير عليّ بن إبارهيم 389:1، وتفسير نور الثقلين 82:3.