جلال عليّ يوم القيامة











جلال عليّ يوم القيامة



روي ابن شهرآشوب: عن معمر بن قتادة، عن أنس، قال: سألت النبيّ صلي الله عليه و آله عن قوله تعالي: «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُم مِن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ».[1] قال لي: «يا أنس، أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة واُخرج، ويکسوني جبرئيل سبع حلل من حلل الجنّة، طول کلّ حلّة ما بين المشرق إلي المغرب، ويضع علي رأسي تاج الکرامة ورداء الجمال، ويجلسني علي البراق، ويعطيني لواء الحمد طوله مسيرة مائة عام، فيه ثلاثمائة وستّون حلّة من الحرير الأبيض مکتوب عليه: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ بن أبي طالب وليّ اللَّه، فآخذه بيدي وأنظر يمنة ويسرة فلا أري أحداً فأبکي وأقول: يا جبرئيل، ما فعل أهل بيتي وأصحابي؟

فيقول: يا محمّد، إنّ اللَّه تعالي أوّل مَن أحيا اليوم من أهل الأرض أنت، فانظر کيف يحيي اللَّه بعدک أهل بيتک وأصحابک، فأوّل من يقوم من قبره أمير المؤمنين، ويکسوه جبرئيل حللاً من الجنّة، ويضع علي رأسه تاج الوقار ورداء الکرامة، ويجلسه علي ناقتي العضباء، واُعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي، ونأتي جميعاً ونقوم تحت العرش».

ومنه: «أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض بعدي».[2] .

وأنشأ في ذلک الحميري:


وإنّک خير أهل الأرض طُرّاً
وأفضلهم معاً حسباً ودينا


وأوّل من يصافحني بکفّ
إذا برز الخلائق ناشرينا[3] .


و روي الکليني في (روضة الکافي): عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: «يا جابر، إذا کان يوم القيامة جمع اللَّه عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب، دعي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ودعي أمير المؤمنين عليه السلام، فيکسي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حلّة خضراء تضي ء ما بين المشرق والمغرب، ويکسي عليّ عليه السلام مثلها، ثمّ يصعدان عندها، ثمّ يدعي بنا فيدفع إلينا حساب النّاس، فنحن واللَّه ندخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، ثمّ يدعي بالنبيّين عليهم السلام، فيقامون صفّين عند عرش اللَّه عزّ وجلّ حتّي نفرغ من حساب النّاس، فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، بعث ربّ العزّة عليّاً عليه السلام فأنزلهم من الجنّة وزوّجهم، فعليّ واللَّه الّذي يزوّج أهل الجنّة في الجنّة، وما ذاک إلي أحد غيره، کرامةً من اللَّه عزّ ذکره، وفضلاً فضّله اللَّه به وَمنّ به عليه، وهو واللَّه يدخل أهل النّار النّارَ، وهو الّذي يُغلق علي أهل الجنّة ا ذا دخلوا فيها أبوابها لأنّ الجنّة إليه، وأبواب النّار إليه».[4] .

و في (المناقب): قوله تعالي: «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن کَأْسٍ کَانَ مِزَاجُهَا کَافُوراً × عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً»[5] وقوله تعالي: «وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ... سَلْسَبِيلاً»[6] عن النبيّ صلي الله عليه و آله في خبر: «أنّ عليّاً أوّل من يشرب السلسبيل والزنجبيل، وأنّ لعليّ وشيعته من اللَّه مکاناً يغبطه الأوّلون والآخرون».[7] .







  1. سورة القصص: 89.
  2. المناقب لابن شهرآشوب 225:3.
  3. المصدر المتقدّم.
  4. روضة الکافي: 140، ح 154.
  5. سورة الدهر: 5 و 6.
  6. سورة الدهر: 18 - 15.
  7. المناقب لابن شهرآشوب 232:3.