اسم عليّ مكتوب علي أبواب الجنّة











اسم عليّ مکتوب علي أبواب الجنّة



روي الجويني بسنده عن علقمة، عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لمّا اُسري بي إلي السماء أمر (اللَّه) بعرض الجنّة والنّار علَيّ فرأيتهما جميعاً، رأيت الجنّة وألوان نعيمها، ورأيت النّار وألوان عذابها، فلمّا رجعت قال لي جبرئيل عليه السلام: هل قرأت يا رسول اللَّه ما کان مکتوباً علي أبواب الجنّة، وما کان مکتوباً علي أبواب النّار؟ فقلت: لا يا جبرئيل.

قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، علي کلّ باب منها أربعة کلمات، کلّ کلمة منها خير من الدنيا وما فيها لمن تعلّمها واستعملها، وإنّ للنّار سبعة أبواب، علي کلّ باب منها ثلاث کلمات، کلّ کلمة منها خير من الدنيا وما فيها لمن تعلّمها واستعملها.

فقلت: يا جبرئيل ارجع معي لأقرأها، فرجع معي جبرئيل عليه السلام فبدأ بأبواب الجنّة، فإذا علي الباب الأوّل منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة، وحيلة طيب العيش في الدنيا أربع خصال: القناعة، ونبذ الحقد، وترک الحسد، ومجالسة أهل الخير.

وعلي الباب الثاني منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة، وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رأس اليتامي، والتعطّف علي الأرامل، والسعي في حوائج المسلمين، وتفقّد الفقراء والمساکين.

وعلي الباب الثالث منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة وحيلة الصحّة في الدنيا أربع خصال: قلّة الکلام، وقلّة المنام، وقلّة المشي، وقلّة الطعام.

وعلي الباب الرابع منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، مَن کان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليکرم جاره، مَن کان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليکرم ضيفه، مَن کان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليبرّ والديه، مَن کان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسکت.

وعلي الباب الخامس منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، مَن أراد أن لا يُذَلّ فلا يَذِلّ، ومَن أراد أن لا يُشتم فلا يَشتم، ومَن أراد أن لا يُظلم فلا يَظلم، ومَن أراد أن يستمسک بالعروة الوثقي فليستمسک بقول «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه».

وعلي الباب السادس منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، مَن أحبّ أن يکون قبره واسعاً فسيحاً فلينق المساجد، مَن أحبّ أن لا تأکله الديدان تحت الأرض فليکنس المساجد، مَن أحبّ أن لا يظلم لحده فلينوّر المساجد، ومَن أراد أن يبقي طريّاً تحت الأرض فلا يبلي جسده فينشر بسط المساجد.

وعلي الباب السابع منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، بياض القلب في أربع خصال: في عيادة المريض، واتّباع الجنائز، وشراء أکفان الموتي، ودفع القرض.

وعلي الباب الثامن منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، مَن أراد الدخول في هذه الأبواب الثمانية فليستمسک بأربع خصال: بالصدق، والسخاء، وحسن الأخلاق، وکفّ الأذي عن عباد اللَّه عزّ وجلّ.

ثمّ جئنا إلي أبواب جهنّم، فإذا علي الباب الأوّل منها مکتوب ثلاث کلمات: لعن اللَّه الکذابين، لعن اللَّه الباخلين، لعن اللَّه الظالمين.

وعلي الباب الثاني منها مکتوب ثلاث کلمات: مَن رجا اللَّه سعد، ومَن خاف اللَّه آمن، والهالک من رجا سوي اللَّه وخاف غيره.

وعلي الباب الثالث منها مکتوب: مَن أراد أن لا يکون عرياناً في القيامة فليکس الجلود العارية، مَن أراد أن لا يکون عطشاناً في القيامة فليسقِ العطاش في الدنيا، من أراد أن لا يکون يوم القيامة جائعاً، فليطعم البطون الجائعة في الدنيا.

وعلي الباب الرابع منها مکتوب ثلاث کلمات: أذلّ اللَّه مَن أهان الإسلام، أذلّ اللَّه مَن أهان أهل بيت نبيّ اللَّه، أذلّ اللَّه مَن أعان الظالمين علي ظلم المخلوقين.

وعلي الباب الخامس منها مکتوب ثلاث کلمات: لا تتّبع الهوي، فإنّ الهوي يجانب الإيمان، ولا تکثر منطقک فيما لا يعنيک فستقط عن عين ربّک، ولا تکن عوناً للظالمين، فإنّ الجنّة لم تخلق للظالمين.

وعلي الباب السادس منها مکتوب ثلاث کلمات: أنا حرام علي المجتهدين، أنا حرام علي المتصدّقين، أنا حرام علي الصائمين.

وعلي الباب السابع منها مکتوب ثلاث کلمات: حاسبوا أنفسکم قبل أن تُحاسبوا، وبّخوا أنفسکم قبل أن توبّخوا، وادعوا اللَّه قبل أن تردوا عليه ولا تقدرون علي ذلک».[1] .

وروي البحراني عن أحمد الحنفي في کتاب (درّ بحر المناقب)، نحوه.[2] .







  1. فرائد السمطين 238:1، ح 186.
  2. غاية المرام: 194، الباب 22 من المقصد الأوّل، ح 43.