ذكر ولاية عليّ و انّه حجة اللَّه











ذکر ولاية عليّ و انّه حجة اللَّه



روي الکليني بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، قال: سأل أبو بصير أبا عبداللَّه عليه السلام وأنا حاضر، فقال: جعلت فداک، کم عُرِجَ برسولِ اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال: «مرّتين، فأوقفه جبرئيل موقفاً، فقال له: مکانک يا محمّد، فلقد وُقِفتَ موقفاً ما وقفه ملکٌ قطٌّ ولا نبيٌّ. إنّ ربّک يُصلّي، فقال: يا جبرئيل، وکيف يصلّي؟ قال: يقول: سبّوح قدّوسٌ أنا ربُّ الملائکةِ والروح، سبقت رحمتي غضبي، فقال: اللّهمّ عفوک عفوک. قال: وکان کما قال اللَّه: «قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَي»»، فقال له أبو بصير: جعلت فداک، ما قاب قوسين أو أدني؟ قال: «ما بين سيتها[1] إلي رأسها». فقال: «کان بينهما حجاب يتلألأ يخفق[2] ولا أعلمه إلّا وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سمّ الإبرة[3] إلي ما شاء اللَّه من نور العظمة. فقال اللَّه تبارک وتعالي: يا محمّد، قال: لبّيک ربّي، قال: من لاُمّتک من بعدک؟ قال: اللَّه أعلم، قال: عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ[4] المحجّلين».

قال: ثمّ قال أبو عبداللَّه عليه السلام لأبي بصير: «يا أبا محمّد، واللَّه ما جاءت ولاية عليّ عليه السلام من الأرض، ولکن جاءت من السماء مشافهة».[5] .

قال المجلسي في ذيل الحديث: ولا ينافي قوله عليه السلام في الحديث: «عرج به صلي الله عليه و آله مرّتين» مع ما رواه الصفّار والصدوق في (البصائر) و (الخصال)، بإسنادهما عن الصباح المزني، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «عرج بالنبيّ صلي الله عليه و آله إلي السماء مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلّا وقد أوحي اللَّه فيها للنبيّ صلي الله عليه و آله بالولاية لعليّ والأئمّة عليهم السلام أکثر ممّا أوحاه بالفرائض».

إذ يمکن أن تکون مرّتان بمکّة، والباقي بالمدينة، أو المرّتان إلي العرش والباقية إلي السماء، أو المرّتان بالجسم والباقية بالروح.[6] .

وفي (البحار) عن أمالي الشيخ، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن عليّ عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لمّا اُسري بي إلي السماء کنت من ربّي کقاب قوسين أو أدني، فأوحي إليَّ ربّي ما أوحي، ثمّ قال: يا محمّد، اقرأ علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، فما سمّيت به أحداً قبله، ولا اُسمّي بهذا أحداً بعده»[7] .

و روي الصدوق بسنده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «ليلة اُسري بي إلي السماء کلّمني ربّي جلّ جلاله، فقال: يا محمّد، فقلت: لبّيک ربّي، فقال: إنّ عليّاً حجّتي بعدک علي خلقي وإمام أهل طاعتي، من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني، فانصبه علماً لاُمّتک يهتدون به بعدک».[8] .







  1. بکسر المهملة: ما عطف من طرفيها.
  2. يتحرّک ويضطرب.
  3. سم الإبرة: ثقبها.
  4. الغرة - بالضمّ -: بياض في الجبهة، والتحجيل بياض في قوائم الفرس.
  5. اُصول الکافي 443:1، باب مولد النبيّ صلي الله عليه و آله ووفاته، ح 13.
  6. مرآة العقول 201:5.
  7. البحار 290:37.
  8. البحار 105:38.