كلامه في رثاء النبيّ











کلامه في رثاء النبيّ



في (أمالي المفيد) بسنده عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: لمّا توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تولّي غسله عليّ بن أبي طالب عليه السلام، والعبّاس معه والفضل بن العبّاس، فلمّا فرغ عليّ عليه السلام من غسله کشف الإزار عن وجهه، ثمّ قال: «بأبي أنت واُمّي، طبت حيّاً وطبت ميّتاً، انقطع بموتک ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواک من النبوّة والإنباء، خصصت حتّي صرت مسلّياً عمّن سواک[1] وعممت حتّي صار النّاس فيک سواء، ولولا أنّک أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليک ماء الشؤون. بأبي أنت واُمّي، اذکرنا عند ربّک، واجعلنا من همّک»، ثمّ أکبّ عليه فقبّل وجهه، ومدّ الإزار عليه.[2] .

وفي الطبقات الکبري بسنده عن عبداللَّه بن الحارث: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا قُبضَ النبيّ صلي الله عليه و آله قام فأرتَجَ البابَ، قال: فجاء العبّاس معه بنو عبدالمطّلب فقاموا علي الباب، وجعل عليّ عليه السلام يقول: «بأبي أنت واُمّي، طبت حيّاً وميّتاً». قال: وسقطت ريحٌ طيّبة لم يجدوا مثلها قطُّ، إلي آخر الحديث.[3] .







  1. خصصت، أي في المصيبة، أي اختصّت وامتازت في الشدّة بين المصائب، حتّي صار تذکّرها مسلياً عمّا سواها، وعمّت مصيبتک الأنام، بحيث لا يختصّ بها أحدٌ دون غيره.
  2. أمالي المفيد رحمه الله: 102، المجلس الثاني عشر، ح 4.
  3. الطبقات الکبري 280:2. وروي سعيد بن المسيّب نحوه. المصدر: 281، وانظر البداية والنهاية 228:5.