ما هو الهدف من المعراج؟











ما هو الهدف من المعراج؟



يظنّ البعض من ذوي الآفاق الضيّقة أنّ الهدف من المعراج کان لقاء النبيّ صلي الله عليه و آله باللَّه في السماوات! کلّا فليس الأمر کذلک، بل الهدف من هذا السفر المهمّ الخطير (علي ظنّي، واللَّه العالم) هو مشاهدة أسرار عظمة اللَّه في أنحاء عالم الوجود، وخاصّة العالم العلوي الّذي هو مجموعة من آيات عظمته تعالي، وليتلقّي علوماً أکثر من أجل هداية البشر وإرشادهم، وقد صرّح القرآن الکريم بهذا الهدف فقال في سورة الإسراء: «لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِنَا»، وفي سورة النجم: «لَقَدْ رَأَي مِن آيَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَي».

عن ثابت بن دينار، قال: سألت عليّ بن الحسين عليه السلام عن اللَّه عزّ وجلّ، هل يوصف بمکان؟ فقال: «لا، تعالي اللَّه عن ذلک»، قلت: فلِمَ أسري بنبيّه إلي السماء؟ قال: «ليريه السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه» الحديث.[1] .

وأخيراً فإنّ الهدف هو مشاهدة النبيّ صلي الله عليه و آله الباطنيّة من جهة، ورؤية عظمة اللَّه في عرشه وملکوته في السموات الواسعة العظيمة بالعين الظاهرية من جهة اُخري، وکذلک الاطّلاع علي اُمور کثيرة ممّا يتعلّق بالملائکة وأهل الجنّة والنّار وأرواح الأنبياء، وکانت مصدر إلهام له في تعليم الخلق وتربيتهم علي مدي عمره المبارک.







  1. تفسير البرهان 398:2.