نظرة في الحديث











نظرة في الحديث



وردت روايات کثيرة عن النبيّ الأکرم صلي الله عليه و آله يدلّ مضمونها علي أنّ عليّاً عليه السلام وشيعته هم الفائزون، وهذه الحقيقة الإسلاميّة مسلّمة قطعيّة، ولا ينبغي الشکّ فيها، فإنّ الآيات القرآنيّة الّتي تبشّر بالفوز العظيم تطرح اُموراً توجد في أشخاص يمثّل عليّ عليه السلام أبرز مصاديقهم، والصورة الکاملة لما تطلبه الآية، وممّا لا شکّ فيه أنّ مَن يتّبع سبيل عليّ عليه السلام سوف يدخل في إطار هذه الآية، ويکون من مصاديقها ومصداقاً لذلک الفوز العظيم، ونحن نشير إلي بعض الآيات من أجل أن يطّلع عليها القارئ العزيز ليتّضح من خلالها أنّ الروايات الواردة في هذا الباب تنطبق تماماً علي آيات القرآن الکريم، فمنها قوله تعالي:

1 - «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً»[1] فهل هناک من هو أشدّ طاعة للَّه ورسوله من عليّ عليه السلام؟ وهل هناک مَن هو کعليّ عليه السلام لم يغفل عن طاعة اللَّه طرفة عين؟ ومَن يمکن أن يکون مصداقاً للآية أکمل وأفضل من عليّ عليه السلام؟ وعلي هذا فإنّ عليّاً - وطبقاً لهذه الآية - مصداق بيّن للفائزين، وتبعاً لذلک فإنّ کلّ مَن يتّبع سبيل عليّ عليه السلام سيفوز فوزاً عظيماً.

2 - «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ»[2] وليس هناک مصداق أسمي من عليّ عليه السلام في طاعته للَّه ورسوله، وخشيته اللَّه، وعدم عصيانه له؟ ولهذا فإنّه الفائز والمحبوّ بهذه الکرامة الإلهيّة، وهي تشمل شيعته أيضاً.

3 - «الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ»[3] ألم يکن عليّ عليه السلام أوّل مَن آمن؟ ألم يکن أوّل مهاجر، وأکثر المهاجرين هجرة في سبيل اللَّه؟ ألم يکن عليّ أفضل مجاهد في سبيل اللَّه؟ وعليه فعليّ عليه السلام أظهر مصداق للآية، فهو الفائز، وکلّ مَن يعمل بهذه الآية ويتّبع سبيل عليّ فإنّه من شيعته، وهو من الفائزين، إلي غير ذلک من الآيات المشتملة علي کلمة الفوز الّتي تقترن بالطاعة والإيمان والهجرة وعمل الصالحات وغيرها.







  1. سورة الأحزاب: 71.
  2. سورة النُّور: 52.
  3. سورة التوبة: 20.