لا يبغض عليّاً إلّا من شارك إبليس أباه في اُمّه











لا يبغض عليّاً إلّا من شارک إبليس أباه في اُمّه



روي ابن عساکر الشافعي: عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: بينا نحن بفناء الکعبة ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحدّثنا إذ خرج علينا ممّا يلي الرکن اليماني شي ء عظيم، کأعظم ما يکون من الفيلة، قال: فتفل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقال: «لُعنتَ»، أو قال: «خُزيتَ». قال: فقال عليّ بن أبي طالب: «ما هذا يا رسول اللَّه؟»، قال: «أوَما تعرفه، يا عليّ؟»، قال: «اللَّه ورسوله أعلم»، قال: «هذا إبليس»، فوثب إليه، فقبض علي ناصيته، وجذبه فأزاله عن موضعه، وقال: «يا رسول اللَّه، أقتله؟»، قال: «أوَما علمت أنّه اُجّل إلي الوقت المعلوم؟».

قال: فترکه من يده، فوقف ناحية، ثمّ قال: ما لي ولک يابن أبي طالب؟ واللَّه ما أبغضک أحد إلّا وقد شارکت أباه فيه، اقرأ ما قال اللَّه تعالي: «وَشَارِکْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ».[1] [2] .

وعنه أيضاً: عن الکنجي في (کفاية الطالب): بإسناده عن أبي وائل، عن ابن عبداللَّه، قال: قال عليّ بن أبي طالب: «رأيت النبيّ صلي الله عليه و آله عند الصفا وهو مقبل علي شخص في صورة الفيل، وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الّذي تلعنه، يا رسول اللَّه؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: واللَّه - يا عدوّ اللَّه - لأقتلنّک ولأريحنّ الاُمّة منک! قال: وما هذا واللَّه جزائي منک. قلت: وما جزاؤک منّي يا عدوّ اللَّه؟ قا: واللَّه ما أبغضک أحد قطّ إلّا شارکت أباه في رحم اُمّه».[3] .







  1. سورة الإسراء: 64.
  2. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 226:2، ح 731.
  3. المصدر المتقدّم: 227، ح 732، وکفاية الطالب: 69.