نبذة من الأخبار في المقام











نبذة من الأخبار في المقام



1- عن إبن المغازلي بإسناده عن إياس بن سلمة، عن أبيه - في حديث طويل في خيبر - قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لاُعطينّ الراية اليوم رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله»، فجئت بعليّ عليه السلام أقوده وهو أرمد حتّي أتيت به النبيّ صلي الله عليه و آله فبصق في عينيه فبرأ، ثمّ أعطاه الراية.[1] .

2- و عن ابن عساکر الشافعي: بإسناده عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: کان أحبّ النساء لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله فاطمة، ومن الرجال عليّ عليه السلام.[2] .

ورواه الترمذي عن إبراهيم بن سعيد بعين ما تقدّم.[3] .

و عنه أيضاً: عن جميع[4] عن عائشة، قال: دخلت عليها مع اُمّي وأنا غلام، فذکرت لها عليّاً، فقالت عائشة: ما رأيت رجلاً کان أحبّ إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله منه، ولا امرأة أحبّ إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من امرأته.[5] .

3- و عنه أيضاً: بسنده عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أمرني اللَّه تعالي بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم، إنّک يا عليّ منهم، إنّک يا عليّ منهم، إنّک يا عليّ منهم».[6] .

4- و عنه أيضاً: عن عبداللَّه بن العبّاس، قال: کنت أنا وأبي العبّاس بن عبدالمطّلب جالسَين عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فسلّم فردّ عليه، وبشّ به - يعني سُرّ به - وقام إليه فاعتنقه، وقبّل بين عينينه، وأجلسه عن يمينه، فقال العبّاس: يا رسول اللَّه، أتحبّ هذا؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا عمّ رسول اللَّه، واللَّه للَّه أشدّ حبّاً له منّي، إنّ اللَّه جعل ذرّيّة کلّ نبيّ في صلبه، وجعل ذرّيّتي في صلب هذا».[7] .

5- وعنه أيضاً: بسنده عن عمير بن جميع، قال: دخلت مع اُمّي علي عائشة، فسألت اُمّي عنها، قالت: أخبريني کيف کان حبّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام؟ فقالت عائشة: کان أحبّ الرجال إلي رسول اللَّه، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه، وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً». قالت: فذهبت لاُدخل رأسي فدفعني، فقلت: يا رسول اللَّه، أوَلستُ من أهلک؟ قال صلي الله عليه و آله: «إنّک علي خير، إنّک علي خير».[8] .

6- و عن إبن عبد ربّه قال: لمّا مات الحسن بن عليّ عليهماالسلام حجّ معاوية، فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليّاً علي منبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقيل له: إنّ هاهنا سعد بن أبي وقّاص، ولا نراه يرضي بهذا، فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذکر له ذلک، فقال: إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ثمّ لا أعود إليه، فأمسک معاوية (ابن أبي سفيان) عن لعنه عليه السلام، حتّي مات سعد، فلمّا مات لعنه علي المنبر وکتب إلي عمّاله أن يلعنوه عليه السلام علي المنابر ففعلوا!

فکتبت اُمّ سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و آله إلي معاوية: إنّکم تلعنون اللَّه ورسوله عن منابرکم، وذلک أنّکم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه! وأنا أشهد أنّ اللَّه أحبّه ورسوله، فلم يلتفت معاوية إلي کلامها.[9] .

7- و عن ابن عساکر الشافعي بسنده عن معاوية بن ثعلبة، قال: أتي رجل أبا ذرّ وهو جالس في مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله، فقال: يا أبا ذرّ، ألا تخبرني بأحبّ النّاس إليک، فإنّي أعرف أنّ أحبّهم إليک أحبّهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال: إي وربّ الکعبة، إنّ أحبّهم إليَّ أحبّهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وهو ذاک الشيخ، وأشار إلي عليّ عليه السلام وهو يصلّي أمامه.[10] .

8- و عنه أيضاً: بسنده عن ابن أخي زيد بن أرقم، قال: دخلت علي اُمّ سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و آله، فقالت: ممّن أنت؟ قلت: من أهل الکوفة. قالت: من الّذين يسبّ فيهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. قلت: لا واللَّه - يا أمة - ما سمعت أحداً يسبّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قالت: بلي واللَّه إنّهم يقولون: فعل اللَّه بعليّ ومن يحبّه! وقد کان واللَّه رسول اللَّه يحبّه.[11] .

وفي خبر آخر... قالت: بلي أليس يلعنون عليّاً، ويلعنونَ مَن يحبّه؟ وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحبّه.[12] .

9- عنه أيضاً عن أبي عبداللَّه الجدلي، قال: دخلت علي اُمّ سلمة، فقالت: يا أبا عبداللَّه، أيسبّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيکم وأنتم أحياء؟ قال: قلت: سبحان اللَّه وأنّي يکون هذا؟ قالت: أليس يسبّ عليّ ومَن يحبّه؟ قلت: بلي. قالت: أليس کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحبّه.[13] .

لقد کان هدف معاوية من کلّ ما مرّ سلب الحبّ الّذي ثبت في قلوب المؤمنين - حبّ أمير المؤمنين عليه السلام - ومحاولة إثبات قربه وحبّه هو في القلوب، لکنّ القلوب المؤمنة الّتي تربّت علي حبّ عليّ عليه السلام أبت أن تنصاع لحيل معاوية، فبقيت علي العهد جيلاً بعد جيل، وبقي حبّ عليّ عليه السلام وموالاة أهل بيته - رغم کلّ محاولات الطمس والتغيير والتحريف - شامخاً علي طول التاريخ، وما کان ذلک من الأعداء إلّا کغمامة صيف لا تلبث أن تنجلي لتظهر الشمس - شمس الحقيقة - وتبقي القلوب متعطّشة لحبّهم عليهم السلام، فالشمس لا تُحجب بغربال. قال تعالي: «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْکُثُ فِي الْأَرْضِ».[14] .







  1. المناقب لابن المغازلي: 176، ح 213. وراجع فصل (عليٌّ في غزوة خيبر) للاطّلاع علي مزيد من الأحاديث بهذا المضمون.
  2. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 163:2، ح 641.
  3. سنن الترمذي 655:5، ح 3868.
  4. جميع هو ابن عمير التيمي.
  5. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 165:2، ح 646.
  6. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 172:2، ح 658.
  7. المصدر المتقدّم: 159، ح 643.
  8. المصدر المتقدّم: 163، ح 622.
  9. العقد الفريد 366:4.
  10. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 170:2، ح 655.
  11. المصدر المتقدّم: 171، ح 656.
  12. المصدر المتقدّم: 172، ح 657.
  13. المصدر المتقدّم: 182، ح 659.
  14. سورة الرعد: 17.