قوله في ردّ قول عمر: إنّ الحجر الأسود لا ينفع ولا يضرّ
قال أبو سعيد: ثمّ مضي في الطواف، فقال له عليّ بن أبي طالب: «يا أمير المؤمنين، إنّه ليضرّ وينفع». فقال له عمر: بِمَ قلتَ ذلک؟ قال: «بکتاب اللَّه». قال: وأين ذلک من کتاب اللَّه؟ قال عليه السلام: «قول اللَّه عزّ وجلّ: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَي أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قَالُوا بَلَي»[1] قال عليه السلام: «لمّا خلق اللَّه آدم عليه السلام مسح منکبه فخرجت ذرّيّته مثل الذرّ فعرّفهم بنفسه أنّه الربّ وأنّهم العبيد، وأقرّوا بذلک علي أنفسهم، وأخذ ميثاقهم بذلک وکتبه في رقٍّ أبيض». قال: «وکان هذا الرکن الأسود يومئذٍ له لسانان وشفتان وعينان، فقال له: افتح فاک، ففتح فاه فألقمه ذلک الرقّ، وجعله في موضعه، وقال له: تشهد لمن وافاک بالموافاة إلي يوم القيامة». قال أبو سعيد: فقال له عمر بن الخطّاب: لا بقيتُ في قوم لستَ فيهم أبا حسن، أو قال: لا عشتُ في قوم لستَ فيهم أبا حسن.[2] .
روي ابن عساکر الشافعي، بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: خرجنا حجّاجاً مع عمر بن الخطّاب، فلمّا دخل الطواف استلم الحجر وقبّله، وقال: إنّي لأعلم أنّک حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقبّلک ما قبّلتک.