عدم رجوع الامام علي إلي أحد من الصحابة












عدم رجوع الامام علي إلي أحد من الصحابة



ويشهد بعدم رجوع علي إلي أحد منهم، ورجوع غير واحد منهم إلي علي في المعضلات کما نصّ النووي، يشهد بذلک موارد کثيرة ـ يذکرها ابن حزم الاندلسي في کلام له طويل ـ فيها جهل الصحابة وکبار الاصحاب بمسائل الدين، ورجوعهم إلي غيرهم، وليس في ذلک الکلام الطويل لابن حزم ـ ولا مورد واحد ـ يذکر رجوع علي إلي أحد من القوم.

يقول ابن حزم:

ووجدناهم ـ أي الصحابة ـ يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم کثير من السنن، وهکذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ لاحظوا

[صفحه 32]

هذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ يقول: إنّ إخواني من المهاجرين کان يشغلهم الصفق بالاسواق، وإنّ إخواني من الانصار کان يشغلهم القيام علي أموالهم».

وعلي ما شغله الصفق في الاسواق، ولم يشغله القيام بأمواله، وإنّما لازم رسول الله ليلاً ونهاراً.

يقول ابن حزم:

وهذا أبو بکر لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرّفه محمّد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة [ فاحتاج مثل أبي بکر إلي المغيرة بن شعبة في حکم شرعي! ! ] وهذا أبو بکر سأل عائشة في کم کفن کفّن رسول الله (صلي الله عليه وسلم)».

وهکذا يذکر موارد أُخري عنه، حيث جهل القضايا ورجع إلي غيره.

ثمّ يقول:

وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان: أُخفي عَلَيّ، ألهاني الصفق في الاسواق، وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره، وغضب علي عيينة بن حصن حتّي ذکّره الحر بن قيس، وخفي عليه أمر رسول الله بإجلاء اليهود، وخفي علي أبي بکر قبله، وخفي علي عمر أمره بترک الاقدام علي الوباء وعرف ذلک

[صفحه 33]

عبد الرحمن بن عوف، وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا کان يقرأ به رسول الله [ وهذا طريف جدّاً ] في صلاتي الفطر والاضحي، هذا وقد صلاّهما رسول الله أعواماً کثيرة.

صلّي رسول الله الفطر والاضحي أعواماً کثيرة، وعمر جهل إنّ رسول الله أيّ سورة کان يقرأ في هاتين الصلاتين وسأل أبا واقد الليثي! !

ثمّ يقول ابن حزم:

ولم يدر [ أي عمر ] ما يصنع بالمجوس حتّي ذکّره عبد الرحمن بأمر رسول الله، ونسي قبوله الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور، ولعلّه قد أخذ من ذلک المال حظّاً کما أخذ غيره، ونسي أمره بتيمّم الجنب فقال: لا يتيمّم أبداً ولا يصلّي ما لم يجد الماء، وذکّره بذلک عمّار، وأراد قسمة مال الکعبة حتّي ذکّره بعض الصحابة.

ثمّ ينتقل ابن حزم إلي عثمان وغيره فيقول:

وهذا عثمان...، وهذه عائشة...، وهذه حفصة...، وهذا ابن عمر...، وهذا زيد بن ثابت....

وليس ـ ولا مورد واحد ـ يذکره کشاهد علي جهل علي بمسألة فيکون محتاجاً إلي غيره، ليسأله عن تلک المسألة.

[صفحه 34]

هذا النص تجدونه في إحکام الاحکام[1] .


صفحه 32، 33، 34.








  1. الاحکام في أصول الاحکام المجلّد الاوّل الجزء 151:2ـ153 ـ دار الجيل ـ بيروت 1407.