کلمات الصحابة في المقام العلمي للامام علي
يقول الحافظ النووي في کتاب تهذيب الاسماء واللغات حيث يترجم لعلي (عليه السلام): أحد العلماء الربّانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذکورين، وأحد السابقين إلي الاسلام... إلي أن قال: أمّا علمه، فکان من العلوم في المحلّ العالي، روي عن [صفحه 30] رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) خمسمائة حديث وستّة وثمانين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم منها علي عشرين، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر، روي عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفية، وروي عنه: ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسي، وعبدالله بن جعفر، وعبدالله بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبدالله، وروي عنه من التابعين خلائق مشهورون. ونقلوا عن ابن مسعود قال: کنّا نتحدّث أن أقضي المدينة علي. قال ابن المسيّب: ما کان أحد يقول: سلوني غير علي. وقال ابن عباس: أُعطي علي تسعة أعشار العلم، ووالله لقد شارکهم في العشر الباقي. قال ابن عباس: وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلي غيره. ثمّ يقول النووي: وسؤال کبار الصحابة ـ متي قالوا کبار الصحابة فمقصودهم المشايخ الثلاثة وغيرهم من العشرة المبشرة، هذه الطبقة ـ ورجوعهم إلي فتاواه وأقواله في المواطن الکثيرة والمسائل [صفحه 31] المعضلات، مشهور»[1] . فإذا کان کبار الصحابة يرجعون إلي علي في معضلاتهم، ويأخذون بقوله ولم نجد ـ ولا مورداً واحداً ـ رجع فيه علي إلي واحد منهم، أو احتاج إلي الاخذ عن أحدهم، فماذا يحکم عقلنا ؟ وکيف تحکمون ؟
وأمّا کلمات الصحابة فما أکثرها، وإنّي أنقل لکم نصّاً من أحد کبار الحفّاظ بترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)، يشتمل هذا النص علي شهادات من کبار الصحابة والتابعين في حقّ علي (عليه السلام) من حيث مقامه العلمي.
صفحه 30، 31.