اقواله المأثورة

1- ذکر أبن الأثير[1] :

لما مرض معاوية مرضه الذي مات فيه دعا ابنه يزيد فقال: يابني إني کفيتک الشد والترحال، ووطأت لک الامور، وذللت لک الاعداء، واخضعت لک رقاب العرب، وجمعت لک مالم يجمعه أحد.

وإني لست أخاف عليک ان ينازعک في هذا الامر الا اربعة نفر من قريش: الحسين بن علي، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وعبدالرحمن بن ابي بکر.

فأما ابن عمر فإنه رجل قد وقدته العبادة. فإذا لم يبق أحد غيره بايعک.

وأما الحسين بن علي فإنه رجل خفيف ولن يترکه أهل العراق حتي يخرجوه..

وأما ابن أبي بکر فإنه رأي أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله، وليس همه الا في النساء واللهو.

وأما الذي يجثم لک جثوم الاسد ويراوغک مراوغة الثعلب فإن امکنته فرصة وثب فذاک ابن الزبير.

فإن هو فعلها بک فظفرت به فقطعه إرباً إرباً»[2] .

[صفحه 210]

2 ـ قال معاوية لما حضرته الوفاة: إن رسول الله کساني قميصاً فحفظته، وقلم أظفاره فأخذت قلامة فجعلتها في قارورة. فإذا مت فألبسوني ذلک القميص واسحقوا تلک القلامة وذروها في عيني وفمي فعسي الله ان يرحمني ببرکتها[3] .

3 ـ ذکر الطبري بأسانيده المختلفة عن أبي مسعدة الفزاري قال:

قال لي معاوية: يا ابن مسعدة رحم الله ابا بکر لم يرد الدنيا ولم ترده.

وأما ابن حنتمة ـ اي عمر ـ فأرادته الدنيا ولم يردها.

وأما عثمان فأصاب من الدنيا واصابت منه، وأما نحن فتمرغنا فيها[4] .

4 ـ أغلظ رجل لمعاوية فأکثر، فقيل له: أتحلم عن هذا؟

فقال: إني لا احول بين الناس والسنتهم مالم يحولوا بيننا وبين ملکنا[5] .

5 ـ لام معاوية[6] عبدالله بن جعفر علي الغناء[7] فدخل يوما ومعه بديح ومعاوية واضع رجلا علي رجل، فقال عبدالله لبديح إيهاً! فتغني فحرک معاوية رجليه وقال: إن الکريم طروب.

6 ـ قام معاوية خطيباً ـ بعد أن دس السم للأشتر ـ فقال:

[صفحه 211]

أما بعد فإنه کانت لعلي يمينان فقطعت إحداهما بصفين وقطعت الاخري اليوم[8] .

7 ـ سأل معاوية عمرو بن العاص: مابلغ من عقلک؟ قال: مادخلت في شيء قط الا خرجت منه، قال معاوية: لکنني مادخلت في شيء قط واردت الخروج منه[9] .

8 ـ لو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت:

إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها[10] .

9 ـ جاء في الطبري ان معاوية کان يأکل في اليوم سبع مرات ويقول: والله ما اشبع وإنما اعيا[11] .

10 ـ روي الوافدي ان عمرو بن العاص دخل يوما علي معاوية بعد ما کبر.

فقال له: ما بقي مما تستلذه؟ فقال: أما النساء فلا إرب لي فيهن.

وأما الثياب فقد لبست من لينها وجيدها حتي وهي بها جلدي، فما ادري ايها الين.

وأما الطعام فقد اکلت من لذيذه وطيبه حتي ما ادري ايه الذ واطيب.

فما شيء الذ عندي من شراب بارد في يوم صائف ومن ان انظر الي بنيّ وبني بنيّ يدورن حولي[12] .

[صفحه 212]

صفحه 210، 211، 212.

---

1. الکامل في التاريخ 3 / 259 و 260.
2. يذکر بعض الرواة ـ ومنهم ابن الأثير نفسه ـ أن عبدالرحمن بن ابي بکر کان قد مات قبل معاوية. وقيل: إن يزيد کان غائباً من مرض ابيه وموته، وإن معاوية احضر الضحاک بن قيس، ومسلم بن عقبة المري فأمرهما أن يؤديا عنه رسالته التي ذکرناها في المتن الي يزيد ابنه.
3. الکامل في التاريخ 3 / 260. ومما يلفت النظر حقا أن يحتفظ معاوية بقلامة ظفر النبي ولا يحافظ علي سنته!!.
4. الطبري: «تاريخ الامم والملوک» 6 / 186. وفي رواية اخري «اما انا فقد تضجعتها ظهراً لبطن وانقطعت إليها فانقطعت لي».
5. الطبري، «تاريخ الامم والملوک» 6 / 187.
6. المصدر نفسه 6 / 187 و188.
7. هذا الحديث مخالف لما عليه المؤرخون من قداسة عبدالله بن جعفر لما ذکروه من جلالة قدره وتوثيقه. راجع تاريخ الطبري، والاستيعاب لابن عبدالبر واسد الغابة لابن الأثير وغيرها. «الناشر».
8. العقاد «معاوية بن ابي سفيان» ص 74. ويقصد بذلک عمار بن ياسر والاشتر.
9. المصدر نفسه ص 77.
10. المصدر نفسه ص 82.
11. المصدر نفسه ص 126.
12. المصدر نفسه ص 132.