نماذج من تصرفات الخليفة الجديد
أي ان سياسة معاوية کانت سياسة وصولية انتهازية تسير علي المبدأ القائل: بأن الوسائل تبررها الغايات، ولو کانت الغايات نبيلة عادلة تهدف الي توزيع العدل الاجتماعي بين الناس لکان هناک مجال امام الباحث للدفاع عنها، ولکنها کما رأينا: أهداف شخصية نفعية غرضها الظاهر التوصل إلي الحکم بمختلف الأساليب والوسائل. وهدفها البعيد تحطيم روح الإسلام والقضاء علي مثله العليا في السياسة والاخلاق. وقد نجح معاوية ـ مع الاسف الشديد ـ فيما کان يتوق الي التوصل إليه، فاستولي علي خلافة المسلمين، وسار بها وفق أهوائه ومصالحه، وخلف للمسلمين والعرب هذا التراث الاجتماعي البغيض وهذه العصبية الطائفية والقبلية المجرمة التي نکتوي بنارها في الوقت الحاضر. وإلي القاريء نماذج اخري من تصرفات ابن ابي سفيان، سقناها لغرض موازنتها بتصرفات ابن ابي طالب، ليري القاريء الفرق الکبير بين الرجلين، ومدي التدهور الذي اصاب نظام الحکم في الإسلام، وقديماً قيل: وبضدها تتميز الاشياء. [صفحه 199]
قد مر بنا نماذج من تصرفات معاوية تجاه خصومه واتباعه معاً. وکان طابع تلک التصرفات، کما لاحظ القاريء، الغدر والإيقاع بالخصوم، وبذل المال وتوزيع المناصب علي الأتباع.
صفحه 199.