تواضعه و عدله











تواضعه و عدله



ذکر الشعبي ـ علي مايقول ابن الأثير[1] :

إن علياً وجد درعاً عند نصراني «فأقبل الي شريح قاضيه وجلس الي جانبه يخاصم النصراني مخاصمة رجل من رعاياه، وقال: انها درعي ولم أبع ولم اهب، قال شريح للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟

قال النصراني: ما الدرع الا درعي وما أمير المؤمنين بکاذب؟!

فالتفت شريح، الي علي يسأله. يا أمير المؤمنين، هل من بينة؟ فضحک علي..

وقال: اصاب شريح، مالي من بينة؟ فقضي بالدرع للنصراني فاخذها ومشي.. وأمير المؤمنين ينظر اليه.. الا ان النصراني لم يخط خطوات حتي عاد يقول: أما أنا فأشهد ان هذه أحکام أنبياء.. أمير المؤمنين يدينني الي قاضيه.. وقاضيه يقضي عليه، الدرع والله درعک يا أمير المؤمنين».

وکان الإمام، لشدة تواضعه وحرصه علي إقامة العدل بين رعيته، اذا أراد أن يشتري شيئا بنفسه، علي ما يذکر الدکتور طه حسين «تحري بين السوقة رجلا لا يعرفه فاشتري منه ما يريد.

وکان يکره ان يحابيه البائع ان عرف انه أمير المؤمنين، ثم کان لايرضي عن نفسه الا اذا أدي للناس حقهم عليه في دينه فأقام لهم صلاتهم وعلمهم بالقول والعمل وقام علي اطعام فقرائهم طعام العشاء وتحري ذوي الحاجة منهم فأغناهم عن المسألة.

وکان يخلو لنفسه اذا کان الليل فينصرف عن الناس الي عبادته الخاصة مصلياً مجتهداً حتي يتقدم الليل، فإذا اخذ بحظه من النوم غلس بالخروج الي المسجد»[2] .

[صفحه 191]



صفحه 191.





  1. الکامل في التاريخ 2 / 201 و 202.
  2. الدکتور طه حسين: «الفتنة الکبري علي وبنوه» ص 159.