الحضرمي وأصحاب القبور











الحضرمي وأصحاب القبور



ذکر السبکي في طبقاته 51:5، واليافعي في رياضه ص 96 عن اسماعيل الحضرمي المذکور: انه مر علي بعض المقابر في بلاد اليمن فبکي بکاءا شديدا، وعلاه حزن وترح، ثم ضحک ضحکا حميدا، وعلاه في الحال سرور وفرح، فتعجب الناس الحاضرون هنالک وسألوه عن ذلک فقال رضي الله عنه: کشف لي عن أهل هذه المقبرة فرأيتهم يعذبون فحزنت وبکيت لذلک، ثم تضرعت إلي الله سبحانه وتعالي فيهم فقيل لي: قد شفعناک فيهم فقالت صاحبة هذا القبر: وأنا معهم يا فقيه اسماعيل! أنا فلانة المغنية. فضحکت وقلت: و أنت معهم. ثم انه أرسل إلي الحفار وقال: من في هذا القبر القريب العهد؟ قال: فلانة المغنية التي تشفع لها الشيخ نفع الله تعالي بها.

قال الاميني: أنا لا أدري بايها أعجب؟ أبدعوي الحضرمي إطلاعه علي عالم البرزخ وقبول شفاعته في أهل تلک الجبانة حتي في المغنية؟ أم باطلاع الحفار علي ذلک السر المصون؟ أم بوقوف المغنية علي تلک الشفاعة والتشفع في الحين، ومفاوضتها مع الفقيه في أمرها وهي في قبرها، من دون أي سابقة تعارف بينهما؟ وإذا کان الکل لم يقع فلا تمايز بين الاعدام، وإنما العجب من بخوع الاعلام بمثل هذه الاوهام.