الشاطبي يعلم جنابة الجنب
[صفحه 181] قاعد أعمي، فلما فرغ الثاني قال الشيخ: من جاء أولا فليقرأ. وهذا من أحسن ما وقع لشيوخ هذه الطائفة بل لا أعلم مثله وقع في الدنيا. مفتاح السعادة 388:1. قال الاميني: ليس الامر کما حسبه الجزري من أن هذه الحالة من خاصة الشاطبي وما وقع مثلها في الدنيا، وقد أسلفنا ذکر جماعة حسبوا انهم کانوا يخبرون عن الضمائر ويعلمون المغيب، وکأن القوم إتخذوا المغيبات العوبة يطل عليها کل أعمي أو بصير أو ان الغلو في الفضائل أسف بهم إلي هذه الهوة.
قال الجزري: أخبرني بعض شيوخنا الثقات عن شيوخهم: ان الشاطبي القاسم بن فيرة الضرير[1] کان يصلي الصبح بالفاضلية بغلس ثم يجلس للاقراء فکان الناس يتسابقون السري إليه ليلا، وکان إذا قعد لا يزيد علي قوله: من جاء أولا فليقرأ: ثم يأخذ علي الاسبق فأسبق، فاتفق أن قال يوما: من جاء ثانيا فليقرأ وبقي الاول وکان من أصحابه لا يدري ما الذنب الذي أوجب حرمانه ففطن انه أجنب تلک الليلة ولشدة حرصه علي النوبة نسي ذلک، فبادر إلي حمام جوار المدرسة فاغتسل ورجع قبل فراغ الثاني والشيخ
صفحه 181.