عبدالقادر يحتلم في ليلة أربعين مرة











عبدالقادر يحتلم في ليلة أربعين مرة



ذکر الشعراني في الطبقات الکبري 110:1 قال: کان الشيخ عبدالقادر (الجيلاني) رضي الله عنه يقول: أقمت في صحراء العراق وخرائبه خمسا وعشرين سنة مجردا سائحا لا أعرف الخلق ولا يعرفوني، يأتيني طوائف من رجال الغيب والجان اعلمهم

[صفحه 172]

الطريق إلي الله عزوجل، ورافقني الخضر عليه السلام في أول دخولي العراق، وما کنت عرفته وشرط أن لا اخالفه وقال لي: اقعد هنا. فجلست في الموضع الذي أقعدني فيه ثلاث سنين، يأتيني کل سنة مرة ويقول لي: مکانک حتي آتيک. قال: ومکثت سنة في خرائب المدائن آخذ نفسي بطريق المجاهدات فآکل المنبوذ ولا أشرب الماء، ومکثت فيها سنة أشرب الماء ولا آکل المنبوذ، وسنة لا أکل ولا أشرب ولا أنام، ونمت مرة بايوان کسري في ليلة باردة فاحتلمت فقمت وذهبت إلي الشط واغتسلت، ثم نمت فاحتلمت فذهبت إلي الشط واغتسلت فوقع لي ذلک في تلک الليلة أربعين مرة وأنا أغتسل، ثم صعدت إلي الايوان خوف النوم.

قال الاميني: اقرأه مع إمعان وتبصر في شأن هذا العارف معلم طوائف من رجال الغيب والجان الذي اتخذوه الطريق إلي الله، وکان رفيق الخضر عليه السلام، وأعجب من انسان لم يأکل سنة، ولم يشرب اخري، ويترکهما ثالثة، ولم تخر قواه حتي يحتلم في ليلة شاتية أربعين مرة، ويعبث به الشيطان بهذا العدد الجم وهو فان في الله ولو کان اتفق له ذلک خلال تلکم الايام التي کان يأکل فيها الدجاجة المسلوقة ويحيي عظامها کما مر لکان يعد بعيدا عن الطبيعة البشرية.

وما أطول تلک الليلة حتي وسعت أربعين نومة ذات احتلام، وأغسالا بعدها علي عدد الاحلام المتخللة بالذهاب إلي الشط والاياب إلي مقره ومنامه، وبعد ذلک کله تبقي منها برهة يصعد الشيخ إلي الايوان خوفا من النوم، ولعله لو نام بعد نومته المتممة للاربعين لبلغ العدد الاربعمائة أو أکثر، ولم يکن الشيطان يفارق ذلک الهيکل القدسي واللعب به مهما امتدت ليلته، وليس إحيائه عظام الدجاجة بأعظم من هذه الکرامة، وإن هي إلا أحلام نائم نسجتها أيدي العرونة غلوا في الفضائل.


صفحه 172.