عبدالقادر يحيي دجاجة











عبدالقادر يحيي دجاجة



قال اليافعي في مرآة الجنان 356:3: روي الشيخ الامام الفقيه العالم المقري ابوالحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبدالقادر[1] بسنده من خمس طرق، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدي العارفين المقتنين للاقتداء، قالوا: جاءت امرأة بولدها إلي الشيخ عبدالقادر فقالت له: يا سيدي! إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بک، وقد خرجت عن حقي فيه لله

[صفحه 171]

عزوجل ولک، فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوک الطريق، فدخلت امه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر، ووجدته يأکل قرصا من الشعير فدخلت إلي الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أکلها، فقالت: يا سيدي! تأکل لحم الدجاج ويأکل ابني خبز الشعير؟ فوضع يده علي تلک العظام وقال: قومي بإذن الله تعالي الذي يحيي العظام وهي رميم. فقامت الدجاجة سوية وصاحت، فقال الشيخ: إذا صار ابنک هکذا فليأکل ما شاء.

وذکرها الشيخ عبدالقادر القادري في (تفريح الخاطر) ص 32.

قال الاميني: إن خاصة الانبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتي هل تتأتي لکل مرتاض، فلا يبقي بينه وبين النبي المرسل أي مائز؟ وهب ان الباحث تصور لصدورها من الاولياء اعتبارا آخر فتکون کرامة للولي ومعجزة للنبي الذي ينتحل شرعته، إلا أنه اعتبار اهتدي إليه الفکر بعد روية طويلة، لکنه لا خارج له تصل إليه العامة، فاطرادها بل وظهورها من غير اطراد يحط عندها من مقام النبوة لمحض المشاکلة الصورية، وکلما کان کذلک لا يمکن وقوعه.

ثم هل لاکل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالک إلي مرتبة يحيي فيها الموتي، وإن کان المولي سبحانه يعلم انه متي بلغ إلي هذه المرتبة ألهاه أکل الدجاجة المسلوقة أکلا لما؟!

وهل الرياضة شرط في حدوث القوة في النفس والملکات الفاضلة وليست شرطا في بقائها؟!

أو ليس التلهي باللذايذ مزيحة لتلکم الاحوال النفسية کما کانت الرياضة مجتذبة لها؟ فاحف القول السؤال عن هذه المشکلات، فإن أجابوک فأخبرني.


صفحه 171.








  1. الشيخ السيد عبدالقادر بن أبي صالح موسي الحسني الجيلاني، مؤسس الطريقة القادرية. من کبار المتصوفين، ولد في 491 بجيلان [وراء طبرستان] وانتقل إلي بغداد شابا، وتوفي سنة 561 ودفن ببغداد وقبره مشهور يزار.