طاعة الحيوانات والجمادات للمنبجي











طاعة الحيوانات والجمادات للمنبجي



قال الامام أبومحمد ضياء الدين الوتري في (روضة الناظرين) ص 36: قال الشيخ عقيل بن شهاب الدين أحمد المنبجي العمري أحد أحفاد عمر بن الخطاب، وکان يلقب بالغواص: أعطاني الله الکلمة النافذة في کل شئ، ثم داخله وجد فقام: وقال: يا هوام! يا حجارة! يا شجر! صدقوني، فإني ما ادعيت باطلا، فوفدت الوحوش من الجبل وقد ملا زئيرها وصراخها البقاع ودارت به، ورقصت الحجارة، فهذه صاعدة وهذه نازلة، واشتبکت الاغصان بعضها ببعضها، ثم حضر فسکت وعاد کل لما کان عليه.

وقال الوتري: کان يلقب بالغواص، وذلک لانه مر بجماعة من تلامذة شيخه السروجي بالفرات، ففرش سجادته علي الماء وجلس عليها وغاص بالماء إلي الجانب الآخر، ثم ظهر من الماء، ولا بلل بثيابه، فذکر ذلک إخوانه لشيخه مسلمة السروجي فقال: عقيل غواص. فاشتهر بذلک[1] .

قال الاميني: حقا إن تأثير هذا الرجل في المواليد الثلاث أقوي من تأثير الله سبحانه في تصديقها إياه إن حققت المزاعم والتافهات، فقد جاء في الذکر الحکيم: و إن من شئ إلا يسبح بحمده ولکن لا تفقهون تسبيحهم.[2] وسبح لله ما في السموات والارض[3] ولله يسجد ما في السموات والارض[4] والنجم والشجر يسجدان[5] .

[صفحه 169]

ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وکثير من الناس[6] ومع ذلک لم يسمع أحد للوحوش والدواب نعيقا، وللشجر هفيفا، وللاحجار صعودا وحبوطا، بعنوان السجدة و التسبيح، فهو لا محالة إما بلسان ملکوتي، أو بعنوان جعل الاستعداد، أو الشهادة التکوينية التي لا تفارق کل موجود علي حد قول القائل:


وفي کل شئ له آية
تدل علي انه واحد


وعليه ينزل قوله تعالي: شهد الله انه لا إله إلا هو. أي خلق ما يشهد له بأحد الوجوه المذکورة، وإلا فهي دعوي لا شهادة لها إن اريد بها ظاهرها.

أو ان للموجودات في تسبيحها وسجودها لغة وأطوارا لا يحسها البشر، إلا من اصطفاه الله من عباده المنتجبين، وعلمه منطق الطير، وعرفه لغة الحجر والشجر والهوام، لکن الشيخ الغواص أعطاء الله الکلمة النافذة في کل شئ حتي زارت وصرخت له الوحوش، ورقصت الحجارة، واشتبکت اغصان الاشجار، فحظيت بسماعها ورؤيتها آذان اولئک الغالين في فضائله ومقلهم، فحيي الله منحة المولي سبحانه لعبده أکثر مما عنده، ولک إمعان النظر وتدقيق البحث حول السجادة والغوص، وهذه کلها سهلة غير مستصعب علي الشيخ مهما کان حفيد عمر الخلفية، وقد سمعت کراماته الظاهرة في العناصر الاربعة في الجزء الثامن ص 83 تا 87 ط 1، هکذا يخلق أو يختلق الغلو الفضائل، وافقت العقل أم لم توافق.


صفحه 169.








  1. روضة الناظرين ص 35.
  2. سورة الاسراء: 47.
  3. سورة الصف: 2.
  4. سورة النحل: 52.
  5. سورة الرحمن: 7.
  6. سورة الحج: 19.