الله يكلم أبا حامد الغزالي











الله يکلم أبا حامد الغزالي



قال صاحب مفتاح السعادة 194:2: قال- أبوحامد الغزالي[1] في بعض

[صفحه 160]

مؤلفاته: کنت في بدايتي منکرا لاحوال الصالحين ومقامات العارفين حتي حظيت بالواردات، فرأيت الله تعالي في المنام فقال لي يا أبا حامد! قلت: أو الشيطان يکلمني؟ قال: لا. بل أنا الله المحيط بجهاتک الست ثم قال: يا أبا حامد! ذر أساطيرک وعليک بصحبة أقوام جعلتهم في أرضي محل نظري، وهم أقوام باعوا الدارين بحبي. فقلت: بعزتک إلا أذقتني برد حسن الظن بهم. فقال: قد فعلت ذلک والقاطع بينک وبينهم تشاغلک بحب الدنيا، فاخرج منها مختارا قبل أن تخرج منها صاغرا، فقد أمضيت عليک نورا من أنوار قدسي، فقم وقل. قال: فاستيفظت فرحا مسرورا وجئت إلي شيخي يوسف النساج فقصصت عليه المنام فتبسم وقال: يا أبا حامد! هذا ألواحنا في البداية فمحوناها، بلي إن صحبتني سأکحل بصر بصيرتک بأثمد التأييد حتي تري العرش ومن حوله، ثم لا ترضي بذلک حتي تشاهد ما لا تدرکه الابصار، فتصفو من کدر طبيعتک، وترتقي علي طور عقلک، وتسمع الخطاب من الله تعالي- کما کان لموسي عليه السلام:أنا الله رب العالمين.

قال الاميني: مادح نفسه يقرءک السلام. ليت شعري هل کان يضيق فم الشيطان عن أن يقول: أنا الله المحيط بجهاتک الست، کما لم تضق أفواه المدعين للربوبية في سالف الدهر؟ فمن اين عرف الغزالي بصرف الدعوي انه هو الله؟ ولماذا لم يحتمل بعد انه هو الشيطان؟ وإن کان قد صدق الرؤيا وأذعن بان الله هو الذي خاطبه فلماذا لم يدع الاساطير وقد خوطب ب د: ذر الاساطير. ولم ينسج علي نول النساج شيخه إلا التافهات؟

وليته کان يوجد في صيدلية النساج کحل آخر تحد بصر الغزالي وبصيرته حتي لا يبوء بإثم کبير مما في إحيائه من رياضيات غير مشروعة محبذة من قبله کقصة لص الحمام وغيرها، وحديث منعه عن لعن يزيد اللعين في باب آفات اللسان إلي أمثاله الکثير الباطل.

وما أحد أثمد النساج الذي يترک من اکتحل به لا يرضي بعد رؤيته العرش ومن حوله، حتي يشاهد ما لا تدرکه الابصار، ويسمع الخطاب- کما سمعه موسي-: أنا الله رب العالمين؟ وأنا إلي الغاية لا أدري ان موسي عليه السلام المشارک له في السماع هل

[صفحه 161]

شارکه في الرؤية؟ ولعل صاحب الهذيان يجد نفسه مربية علي نبي الله موسي الذي هو من اولي العزم من الرسل، وخوطب بقول الله العزيز: لن تراني ياموسي! هکذا فليکن السالک المجاهد الغزال.


صفحه 160، 161.








  1. أبوحامد محمد بن محمد الطوسي الشافعي حجة الاسلام الغزالي صاحب کتاب (إحياء العلوم) ولد بطوس 450 وتوفي 505.