قصة فيها كرامتان











قصة فيها کرامتان



قال عبدالله بن حنيف رحمه الله: دخلت بغداد قاصدا الحج ولم آکل الخبز أربعين يوما ولم أدخل علي الجنيد وکنت علي طهارة فرأيت ظبيا علي رأس البئر وهو يشرب وکنت عطشانا، فلما دنوت إلي البئر ولي الظبي فإذا الماء في أسفل البئر فمشيت وقلت: يا سيدي مالي محل هذا الظبي؟ فنوديت من خلفي: جربناک فلم تصبر فارجع وخذ فرجعت فإذا البئر ملآنة ماء فملات رکوتي فکنت أشرب منه وأتطهر إلي المدينة ولم أنفد، ولما استقيت سمعت هاتفا يقول: إن الظبي جاء بلا رکوة ولا حبل، وأنت

[صفحه 149]

جئت معک الرکوة. فلما رجعت من الحج دخلت الجامع فلما وقع بصر الجنيد علي قال: لو صبرت ولو ساعة لنبع الماء من تحت رجليک. الروض الفائق ص 127.

قال الاميني: أوهام متراکمة بعضها فوق بعض، وهل ترک الجنيد للانبياء والرسل علما بالمغيب لم يبح به، وهل أتي البئر العميقة ولي من الاولياء بلا رکوة ولا حبل کالظباء اللاتي يفقدنهما ولا يسعهن التأهب بأمثالهما، وأما الانسان العادي فليس له وهو سار في عالم الاسباب إلا أن يحمل معه أدوات حاجته، هکذا خلق الله البشر، وهو ظاهر کثير من الاحاديث الشريفة. وحسبک سيرة النبي الاعظم والمرسلين من الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين. وکلهم لله أولياء، وجميعهم أفضل من ابن حنيف.


صفحه 149.