ابن ابي الجواري في التنور











ابن ابي الجواري في التنور



روي ابنا عساکر وکثير: ان أحمد بن أبي الحواري[1] کان قد عاهد أبا سليمان الداراني ألا يغضبه ولا يخالفه فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال: ياسيدي! هذا قد سجروا التنور، فماذا تأمر؟ فلم يرد عليه أبوسليمان لشغله بالناس، ثم أعادها أحمد ثانية وقال له في الثالثة: إذهب فاقعد فيه. ثم اشتغل أبوسليمان في حديث الناس، ثم استفاق فقال لمن حضره: إني قلت لاحمد: إذهب فاقعد في التنور وإني أحسب أن يکون قد فعل ذلک، فقوموا بنا إليه فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور ولم يحترق منه شئ ولا شعرة واحدة. تاريخ ابن کثير 348:10.

ألا تعجب من ابن کثير يسجل أمثال هذه الاسطورة کحقايق ثابتة ثم لما يبلغ به السير والبحث إلي فضيلة معقولة من فضائل أهل بيت الوحي عليهم السلام أربد وجهه، وأزبد فمه، وعاد صدره ضيقا حرجا کأنما يصعد في السماء، وأطلق لسانه البذي علي من جاء بذلک الذکر الشذي؟ کذلک يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون

[صفحه 146]


صفحه 146.








  1. احد الاعلام يروي عنه أبوداود وابن ماجة وابوحاتم توفي 246.