الملكان وابوالعلاء الهمداني











الملکان وابوالعلاء الهمداني



قال ابن الجوزي في المنتظم 248:10: رأي شخص ان يدين خرجتا من محراب مسجد فقال: ما هذه اليدان؟ فقيل: هذه يد آدم بسطها ليعانق أبا العلاء الحافظ- الحسن بن أحمد المتوفي 569- وإذا بأبي العلاء قد أقبل، قال: فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: يا فلان! رأيت ابني احمد حين قام علي قبري يلقنني؟ أما سمعت صوتي حين صبحت؟ علي الملکين؟ فما قدرا أن يقولا شيئا فرجعا.

نظرا إلي هذه المزعمة يجب أن يکون أبوالعلاء أشجع من عمر الذي خاف النکيرين وارتعد منهما، ثم لما قالا له: نم. قال: کيف أنام وقد أصابني منکما هذه الرعدة وقد صحبت النبي صلي الله عليه وآله[1] ولعلهما قبلا وصية عمر لما انشدهما أن لا يأتيا مؤمنا إلا بصورة جميلة ففعلا، فلم يهبهما أبوالعلاء فصاح عليهما، وخاشنهما الامام

[صفحه 144]

أحمد، وطردهما مالک عن ناصر الدين اللقاني، أو أنهما أتي عليهما الشيخوخة والهرم منذ عهد الخليفة إلي هذه العصور المتأخرة، وبلغ منهما الضعف فأخفق بسالتهما، فلم يهب جانبهما، وإلي الغاية لم ينکشف لنا سر تسليط المولي سبحانه هؤلاء الاعلام علي الملکين الکريمين، وفيه اختلال النظام المقرر المطرد الالهي، نعوذ بالله من هذه المزاعم التافهة کلها.


صفحه 144.








  1. مر تمام القصة في ص 140 من هذا الجزء.