موقف صيفي بن فسيل المشكور











موقف صيفي بن فسيل المشکور



وجد زياد في طلب أصحاب حجر وهم يهربون منه ويأخذ من قدر عليه منهم فجاء قيس بن عباد الشيباني إلي زياد فقال له: إن امرءا منا يقال له: صيفي بن فسيل من رؤس أصحاب حجر وهو أشد الناس عليه فبعث إليه فأتي به فقال له زياد: يا عدو الله! ما تقول في أبي تراب؟ فقال: ما أعرف أبا تراب. قال: ما أعرفک به؟ أما تعرف علي بن أبي طالب؟ قال: بلي. قال: فذلک أبوتراب. قال: کلا ذاک أبوالحسن والحسين. فقال له صاحب الشرطة: أيقول لک الامير: هو أبوتراب، وتقول أنت: لا؟ قال: أفإن کذب الامير أردت أن أکذب، وأشهد له بالباطل کما شهد؟ قال له زياد: وهذا أيضا مع ذنبک، علي بالعصا فاتي بها فقال: ما قولک في علي؟ قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عبيدالله أقوله في أميرالمؤمنين. قال: إضربوا عاتقه بالعصا حتي يلصق بالارض. فضرب حتي لصق بالارض ثم قال: أقلعوا عنه، ايه ما قولک في علي؟! قال: والله لو شرحتني

[صفحه 46]

بالمواسي والمدي ما قلت إلا ما سمعت مني. قال: لتلعننه أو لاضربن عنقک. قال: إذا والله تضربها قبل ذلک، فأسعد وتشقي. قال: ادفعوا في رقبته. ثم قال: أوقروه حديدا واطرحوه في السجن، ثم قتل مع من قتل من حجر وأصحابه.

قال الاميني: ما أکبرها من جناية علي رجل يقول: ربي الله ويدين بالرسالة ويوالي إمام الحق، وليس عليه ما يجلب التنکيل به کما فعله ابن سمية بايعاز من ابن آکلة الاکباد إلا الخضوع لولاية أمر الکتاب بها والرضوخ لها، وقد أکدته السنة في نصوصها المتواترة.

وهل الامتناع عن لعن من أمر الله باتباعه وطهره وقدسه يسوغ الضرب والحبس والقتل؟ أنا لا أدري. وإن إبن الزانية ومن رکزه علي ولاية الامصار لعليمان بما ارتئاه، لکن احتدام بغضهما لصاحب الولاية الکبري حداهما إلي أن يلغا دم من أسلم وجهه لله وهو محسن. وإلي الله المنتهي.


صفحه 46.