الماجشون يموت ويحيي











الماجشون يموت ويحيي



أخرج الحافظ يعقوب بن أبي شيبة في ترجمة أبي يوسف يعقوب بن أبي سلمة القرشي الشهير بالماجشون المتوفي 164 بالاسناد عن إبن الماجشون قال: قال عرج بروح الماجشون فوضعناه علي سرير الغسل فدخل غاسل إليه يغسله فرأي عرقا يتحرک في أسفل قدمه، فأقبل علينا وقال: أري عرقا يتحرک ولا أري أن اعجل عليه فاعتللنا علي الناس بالامر الذي رأيناه، وفي الغد جاء الناس وغدا الغاسل عليه فرأي العرق علي حاله فاعتذرنا إلي الناس، فمکث ثلاثا علي حاله والناس يترددون إليه ليصلوا عليه ثم استوي جالسا وقال: ايتوني بسويق فاتي به فشربه فقلنا له: خبرنا ما رأيت؟ فقال: نعم عرج بروحي فصعد بي الملک حتي أتي سماء الدنيا فاستفتح ففتح له، ثم عرج هکذا في السموات حتي انتهي إلي السماء السابعة فقيل له: من معک؟ قال: الماجشون. فقيل له: لم يأن له بعد بقي من عمره کذا وکذا سنة، وکذا وکذا شهرا، وکذا وکذا يوما، وکذا وکذا ساعة، ثم حبط بي فرأيت النبي صلي الله عليه وسلم وأبابکر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعمر بن عبدالعزيز بين يديه، فقلت للملک الذي معي: من هذا؟ قال: عمر بن عبدالعزيز. قلت: إنه لقريب من رسول الله فقال: إنه عمل بالحق في زمن الجور وأنهما عملا بالحق في زمن الحق.

وأخرجه إبن عساکر في تاريخ الشام، وذکره ابن خلکان في تاريخه 461:2، واليافعي في مرآة الجنان 351:1، وإبن حجر في تهذيب التهذيب 389:11، وأبوالفلاح الحنبلي في شذرات الذهب 259:1.

قال الاميني: ما کنت أحسب أن يوجد في الامة الاسلامية من يتهم الملک الموکل بقبض الارواح بالجهل بآونة الوفيات، وقد وکل به من عند العزيز العليم فقال سبحانه: قل يتوفاکم ملک الموت الذي وکل بکم[1] أو من يقذفه بالاستبداد في نزع روح أحد قبل إرادة المولي سبحانه وتعالي وفي الکتاب المنزل قوله: الله يتوفي الانفس حين

[صفحه 136]

موتها[2] وهو الذي يحيي ويميت[3] وما کان لنفس أن تموت إلا بإذن الله کتابا مؤجلا[4] لا إله إلا هو يحيي ويميت ربکم ورب آبائکم الاولين[5] هو الذي خلقکم من طين ثم قضي أجلا واجل مسمي[6] ولکل امة أجل فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون[7] ما ترک عليها من دابة ولکن يؤخرهم إلي أجل مسمي[8] ما ترک علي ظهرها من دابة ولکن يؤخرهم إلي أجل مسمي[9] فيمسک التي قضي عليها الموت و يرسل الاخري إلي أجل[10] إن اجل الله إذا جاء لا يؤخر لو کنتم تعلمون.[11] فإذا جاء أجلهم فإن الله کان بعباده بصيرا.[12] .

کما إني ما کنت أشعر إمکان حرکة جارحة من جوارح الميت بعد نزع روحه، فلم أدر بأي صلة بالروح المقبوضة کان يتحرک العرق الماجشوني خلال ثلاثة أيام، والي أي مرکز حساس کانت صلة ذلک العرق النابض

وما کنت أدري ان السموات العلي لها أبواب مغلقة يقف عندها ملک الموت في کل عروجه بروح من الارواح فيستفتح فتفتح له.

وليتني أدري هل هذا السير البطئ- ثلاثة أيام- لملک الموت في استصحابه روح الماجشون يخص بالماجشون فحسب أو هو الشأن المطرد في عامة الارواح؟

نعم کل هذه تسوغها الدعاية إلي السلطات الاموية الغاشمة التي کانت تحکم

[صفحه 137]

علي الامة في تلکم الايام.


صفحه 136، 137.








  1. سورة السجدة: 11. موتها.
  2. سورة الزمر: 42.
  3. سورة المؤمنون: 80.
  4. سورة آل عمران: 145.
  5. سورة الدخان: 8.
  6. سورة الانعام: 3.
  7. سورة الاعراف: 34.
  8. سورة النحل: 61.
  9. سورة فاطر: 45.
  10. سورة الزمر: 42.
  11. سورة نوح: 54.
  12. سورة فاطر: 45.