ناصبي مستجاب الدعوة
قال الاميني: لعلک لا تستبعد إجابة دعوة ولي من أولياء الله وتراها غير عزيز علي المولي سبحانه کرامة لصالحي عباده، بيد ان هذه النسبة تبعد من العقيلي بعد المشرقين بعد ما عرفه الملا ممن نصب العداء لسيد العترة قال ابن خراش: کان عثمانيا يبغض عليا، وقال أحمد بن حنبل: کان يحمل علي علي[1] فأي کرامة لابن اثني لا يوالي سيد العرب اميرالمؤمنين فضلا عن أن يعاديه بعد ما ثبت عن النبي الاقدس من الدعوة المستجابة بقوله في علي عليه السلام: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه،[2] وبعد عهد النبي صلي الله عليه وآله إليه سلام الله عليه انه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق[3] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: ياعلي لا يبغضک مؤمن ولا يحبک منافق[4] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: لا يحب عليا المنافق، ولا يبغضه مؤمن[5] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: لولاک ياعلي! ما عرف المؤمنون بعدي[6] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الايمان[7] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: [صفحه 124] يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبک حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوک عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضک بعدي.[8] وبعد قوله صلي الله عليه وآله: يا علي طوبي لمن احبک وصدق فيک، وويل لمن أبغضک وکذب فيک[9] وبعد قوله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: من أحبک أحبني، ومن أبغضک أبغضني[10] إلي أحاديث جمة. فکيف يسع لمسلم يصدق رسول الله صلي الله عليه وآله في أقواله هذه أن يذعن بکرامة ابن شقيق مبغض علي عليه السلام والمتحامل عليه بالوقيعة فيه، ويراه مستجاب الدعوة، نافذ المشيئة في السحاب. نعم يسوغه الغلو في الفضائل لا عن دراية وأما الجريري راوي هذه المهزأة فقد عرفت في ما مر في هذا الجزء: انه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذه الرواية من آيات اختلاطه.
قال الجريري سعيد بن اياس المتوفي 144: کان عبدالله بن شقيق العقيلي أبو عبدالرحمن البصري مجاب الدعوة کانت تمر به السحابة فيقول: أللهم لا تجوز کذا و کذا حتي تمطر. فلا تجوز ذلک الموضع حتي تمطر. حکاه ابن أبي خيثمة في تاريخه (تهذيب التهذيب 254:5).
صفحه 124.