معاوية و شيعة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب











معاوية و شيعة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب



لم يبرح معاوية مستصغرا کل کبيرة في توطيد سلطانه، مستسهلا دونه کل صعب، فکان من الهين عنده في ذلک کل بائقة، ومن ذلک دؤبه علي سفک دماء الشيعة- شيعة الامام الطاهر- في أقطار حکومته، وفي جميع مناطق نفوذه، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وقطع اصولهم بقتل ذراريهم وأطفالهم، ولم يستثن النساء، وهم المعنيون بثناء صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله عليهم السابقة أحاديثه في الجزء الثالث ص 78 ط 2.

وهب أن هذا الثناء لم يصدر من مصدر النبوة، أو أن روايته لم تبلغ ابن آکلة الاکباد، فهل هم خارجون عن ربقة الاسلام المحرم للنفوس والاموال والحرمات بکتابه وسنة نبيه؟ وهل اقترفوا إثما لا يغفر أو عثروا عثرة لا تقال غير ولا يتهم لامام أجمع المسلمون علي خلافته وحث النبي صلي الله عليه وآله امته علي اتباعه وولاءه إثر ما نزل في کتاب الله من ولايته؟ أو أن ابن صخر حصل علي حکم لم يعرفه المسلمون يعارض کل تلکم الاحکام الواردة في الکتاب والسنة؟ أو انه لا يتحوب بارتکاب الموبقات فيلغ في الدماء ولوغا؟!.

بعث بسر بن أرطاة بعد تحکيم الحکمين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ حي، وبعث معه جيشا آخر، وتوجه برجل من عامر ضم اليه جيشا آخر، ووجه الضحاک بن قيس الفهري في جيش آخر، وأمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا کل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه، وأن يغيروا علي سائر أعماله، ويقتلوا أصحابه، ولا يکفوا أيدهم عن النساء والصبيان. فمر بسر لذلک علي وجهه حتي انتهي إلي المدينة فقتل بها ناسا من أصحاب علي عليه السلام وأهل هواه، وهدم بها دورا، ومضي إلي مکة فقتل نفرا من آل أبي لهب، ثم أتي السراة فقتل من بها من أصحابه، وأتي نجران فقتل عبدالله بن عبدالمدان الحارثي وابنه، وکانا من

[صفحه 17]

أصهار بني العباس عامل علي عليه السلام، ثم أتي اليمن وعليها عبيدالله بن العباس عامل علي بن أبي طالب وکان غائبا، وقيل: بل هرب لما بلغه خبر بسر فلم يصادفه بسر ووجد ابنين له صبيين فأخذهما بسر لعنه الله[1] وذبحهما بيده بمدية کانت معه، ثم انکفأ راجعا إلي معاوية.

وفعل مثل ذلک سائر من بعث به، فقصد العامري إلي الانبار فقتل ابن حسان البکري وقتل رجالا ونساء من الشيعة قال أبوصادقة[2] أغارت خيل لمعاوية علي الانبار فقتلوا عاملا لعلي عليه السلام يقال له: حسان بن حسان، وقتلوا رجالا کثيرا ونساء، فبلغ ذلک علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فخرج حتي أتي المنبر فرقيه فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وآله ثم قال:

إن الجهاد باب من أبواب الجنة، فمن ترکه ألبسه الله ثوب الذلة، وشمله البلاء، وريب بالصغار، وسيم الخسف، وقد قلت لکم: أغزوهم قبل أن يغزوکم فانه لم يغز قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا. فتواکلتم وتخاذلتم وترکتم قولي ورائکم ظهريا، حتي شنت عليکم الغارات، هذا أخو عامر قد جاء الانبار فقتل عاملها حسان بن حسان وقتل رجالا کثيرا ونساء، والله بلغني انه کان يأتي المرأة المسلمة والاخري المعاهدة فينزع حجلها ورعاثها ثم ينصرفون موفورين لم يکلم أحد منهم کلما، فلو أن امرءا مسلما مات دون هذا أسفا لم يکن عليه ملوما بل کان به جديرا. الحديث.

أصاب ام حکيم بنت قارظ- زوجة عبيدالله وله علي ابنيها فکانت لا تعقل ولا تصغي إلا إلي قول من أعلمها انهما قد قتلا، ولا تزال تطوف في المواسم تنشد الناس ابنيها بهذه الابيات:


يامن أحس بابني اللذين هما
کالدرتين تشظي عنهما الصدف


يا من أحس بابني اللذين هما
سمعي وقلبي فقلبي اليوم مردهف


يا من أحس بابني اللذين هما
مخ العظام فمخي اليوم مختطف

[صفحه 18]

نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا
من قولهم ومن الافک الذي اقترفوا


انحي علي ودجي ابني مرهفة
مشحوذة وکذاک الافک يقترف


حتي لقيت رجالا من ارومته
شم الانوف لهم في قومهم شرف


فالآن ألعن بسرا حق لعنته
هذا لعمر أبي بسر هو السرف


من دل والهة حري مولهة
علي صبيين ضلا إذ غدا السلف


قالوا: ولما بلغ علي بن أبي طالب عليه السلام قتل بسر الصبيين جزع لذلک جزعا شديدا، ودعا علي بسر لعنه الله فقال: اللهم اسلبه دينه، ولا تخرجه من الدنيا حتي تسلبه عقله. فأصابه ذلک وفقد عقله، وکان يهذي بالسيف ويطلبه فيؤتي بسيف من خشب ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه حتي يسأم. الاغاني 44:15 تا 47، تاريخ ابن عساکر 223:3، الاستيعاب 65:1، النزاع والتخاصم ص 13، تهذيب التهذيب 436 و 435: 1

صورة مفصلة

لقد أشن الغارة معاوية علي شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام سنة 39 وفرق جيوشه في أصقاع حکومته عليه السلام واختارا ناسا ممن لا خلاق لهم لقتل أولئک الابرياء أينما کانوا وحيثما وجدوا، فوجه النعمان بن بشير في ألف رجل إلي عين التمر.

ووجه سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره أن يأتي (هيت) فيقطعها ثم يأتي الانبار والمدائن فيوقع بأهلها فأتي (هيت) ثم أتي الانبار وطمع في أصحاب علي عليه السلام لقتلهم فقاتلهم فصبر أصحاب علي ثم قتل صاحبهم أشرس بن حسان البکري وثلاثون رجلا، واحتملوا ما في الانبار من أموال أهلها ورجعوا إلي معاوية.

ووجه عبدالله بن مسعدة بن حکمة الفزاري (وکان أشد الناس علي علي) في ألف وسبعمائة إلي ثيماء، وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادي ويقتل من امتنع، ففعل ذلک وبلغ مکة والمدينة وفعل ذلک.

ووجه الضحاک بن قيس وأمره أن يمر بأسفل واقصة ويغير علي کل من مر به ممن هو في طاعة علي عليه السلام من الاعراب، وأرسل ثلاثة آلاف رجل معه فسار الناس

[صفحه 19]

وأخذ الاموال، ومضي إلي الثعلبية وقتل وأغار علي مسلحة علي، وانتهي إلي القطقطانة، فلما بلغ عليا أرسل إليه حجر بن عدي في أربعة آلاف فلحق الضحاک بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلا، وقتل من أصحابه رجلان، وحجز بينهما الليل فهرب الضحاک وأصحابه ورجع حجر ومن معه.

ووجه عبدالرحمن بن قباث بن أشيم إلي بلاد الجزيرة وفيها شيب بن عامر جد الکرماني الذي کان بخراسان، فکتب إلي کميل بن زياد وهو بهيت يعلمه خبرهم، فقاتله کميل وهزمه وغلب علي عسکره، وأکثر القتل في أهل الشام وأمر أن لا يتبع مدبر ولا يجهز علي جريح.

ووجه الحرث بن نمر التنوخي إلي الجزيرة ليأتيه بمن کان في طاعة علي، فأخذ من اهل دارا سبعة نفر من بني تغلب فوقع هناک من المقتلة ما وقع.

ووجه زهير بن مکحول العامري إلي السماوة، وأمره أن يأخذ صدقات الناس فبلغ ذلک عليا فبعث ثلاثة منهم جعفر بن عبدالله الاشجعي ليصدقوا من في طاعته من کلب وبکر، فوافوا زهيرا فاقتتلوا فانهزم أصحاب علي وقتل جعفر بن عبدالله.

وبعث سنة 40 بسر بن أرطاة في جيش فسار حتي قدم المدينة وبها أبوأيوب الانصاري عامل علي عليها، فهرب أبوأيوب فأتي عليا بالکوفة، ودخل بسر المدينة ولم يقاتله أحد فصعد منبرها فنادي عليه: يا دينار! ويا نجار! ويا زريق![3] شيخي شيخي عهدي به بالامس فأين هو؟ يعني عثمان- ثم قال: يا أهل المدينة! والله لولا ما عهد إلي معاوية ما ترکت بها محتلما إلا قتلته. فأرسل إلي بني سلمة فقال: والله ما لکم عندي أمان حتي تأتوني بجابر بن عبدالله. فانطلق جابر إلي ام سلمة زوج النبي صلي الله عليه وآله فقال لها: ماذا ترين؟ ان هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن اقتل. قالت: أري أن تبايع فاني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة وختني عبدالله بن زمعة أن يبايعا، فأتاه جابر فبايعه، وهدم بسر دورا بالمدينة، ثم سار إلي مکة فخاف أبوموسي أن يقتله فهرب، وکتب أبوموسي إلي اليمن: إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس، تقتل

[صفحه 20]

من أبي أن يقر بالحکومة. ثم مضي بسر إلي اليمن وکان عليها عبيدالله بن عباس عاملا لعلي فهرب منه إلي علي بالکوفة، واستخلف عبدالله بن عبدالمدان الحارثي فأتاه بسر فقلته وقتل ابنه، ولقي بسر ثقل عبيدالله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما وهما: عبدالرحمن وقثم، وقال بعض: إنه وجدهما عند رجل من بني کنانه بالبادية فلما أراد قتلهما قال له الکناني: لم تقتل هذين ولا ذنب لهما؟ فإن کنت قاتلهما فأقتلني معهما، قال: أفعل. فبدأ بالکناني فقتله ثم قتلهما. فخرجت نسوة من بني کنانة فقالت امرأة منهن: يا هذا! قتلت الرجال، فعلام تقتل هذين؟ والله ما کانوا يقتلون في الجاهلية والاسلام، والله يابن أرطاة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير، والشيخ الکبير، ونزع الرحمة، وعقوق الارحام، لسلطان سوء، وقتل بسر في مسيره ذلک جماعة من شيعة علي باليمن وبلغ عليا الخبر.

تاريخ الطبري 77:6 تا 81، کامل ابن الاثير 162:3 تا 167 تاريخ ابن عساکر 222:3 و 459، الاستيعاب 65:1 و 66، تاريخ ابن کثير319:7 تا 322، وفاء الوفاء 31:1.

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب 65:1: کان يحيي بن معين يقول: کان بسر بن أرطاة رجل سوء. قال أبوعمر: ذلک لامور عظام رکبها في الاسلام فيما نقل أهل الاخبار وأهل الحديث ايضا منها: ذبحه ابني عبدالله بن العباس وهما صغيران بين يدي امهما. وقال الدارقطني: لم تکن له استقامة بعد النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي قتل طفلين لعبيدالله بن العباس. وقال أبوعمرو الشيباني: لما وجه معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة الفهري لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام اليه معن أو عمرو بن يزيد السلمي وزياد بن الاشهب الجعدي فقال: يا أميرالمؤمنين! نسألک بالله والرحم أن تجعل لبسر علي قيس سلطانا فيقتل قيسا بما قتلت به بنو سليم من بني فهر وکنانة يوم دخل رسول الله صلي الله عليه وآله مکة. فقال معاوية: يا بسر لا إمرة لک علي قيس فسار حتي أتي المدينة فقتل ابني عبيدالله وفر أهل المدينة ودخلوا الحرة حرة بني سليم. قال أبو عمرو: وفي هذه الخرجة التي ذکر أبوعمرو الشيباني أغار بسر بن أرطاة علي همدان

[صفحه 21]

وسبي نسائهم، فکن اول مسلمات سبين في الاسلام، وقتل أحياء من بني سعد (ثم أخرج أبوعمرو باسناده من طريق رجلين عن أبي ذر): انه دعا وتعوذ في صلاة صلاها أطال قيامها ورکوعها وسجودها قال: فسئلاه مم تعوذت؟ وفيم دعوت؟ قال تعوذت بالله من يوم البلاء يدرکني، ويوم العورة أن أدرکه. فقالا: وما ذاک؟ فقال: أما يوم البلاء فتلقي فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا، وأما يوم العورة فإن نساءا من المسلمات يسبين فيکشف عن سوقهن فأيتهن کانت أعظم ساقا اشتريت علي عظم ساقها، فدعوت الله أن لا يدرکني هذا الزمان ولعلکما تدرکانه. فقتل عثمان ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلي اليمن فسبي نساء مسلمات فأقمن في السوق.

وفي تاريخ ابن عساکر220:3 تا 224: کان بسر من شيعة معاوية بن أبي سفيان وشهد معه صفين، وکان معاوية وجهه إلي اليمن والحجاز في أول سنة أربعين، وأمره أن يستقرأ من کان في طاعة علي فيوقع بهم، ففعل بمکة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة وقد ولي البحر لمعاوية. وقتل باليمن ابني عبيدالله بن العباس. وقال الدارقطني: ان بسرا کانت له صحبة ولم يکن له استقامة بعد النبي صلي الله عليه وسلم (يعني: أنه کان من أهل الردة).

قال: وروي البخاري في التاريخ: ان معاوية بعث بسرا سنة سبع وثلاثين فقدم المدينة فبايع ثم انطلق إلي مکة واليمن فقتل عبدالرحمن وقثم ابني عبيدالله بن عباس وفي رواية الزهري: أن معاوية بعثه سنه تسع وثلاثين فقدم المدينة ليبلغ الناس فأحرق دار زرارة[4] بن خيرون أخي بني عمرو بن عوف بالسوق، ودار رفاعة[5] ابن رافع، ودار عبدالله[6] بن سعد من بني الاشهل، ثم استمر إلي مکة واليمن فقتل عبدالرحمن بن عبيد، وعمرو[7] بن ام إدراکة الثقفي، وذلک ان معاوية بعثه

[صفحه 22]

علي ما حکاه ابن سعد ليستعرض الناس فيقتل من کان في طاعة علي بن أبي طالب فأقام في المدينة شهرا فما قيل له في أحد: إن هذا ممن أعان علي عثمان إلا قتله، وقتل قوما من بني کعب علي مائهم فيما بين مکة والمدينة وألقاهم في البئر ومضي إلي اليمن. وقتل من همدان بالجرف من کان مع علي بصفين فقتل أکثر من مأتين، وقتل من الابناء کثيرا وهذا کله بعد قتل علي بن أبي طالب.

قال ابن يونس: کان عبيدالله بن العباس قد جعل ابنيه عبدالرحمن وقثم عند رجل من بني کنانة وکانا صغيرين فلما انتهي بسر إلي بني کنانة بعث إليهما ليقتلهما، فلما رأي ذلک الکناني دخل بيته فأخذ السيف واشتد عليهم بسيفه حاسرا وهو يقول:


ألليث من يمنع حافات الدار
ولا يزال مصلتا دون الدار[8] .


إلا فتي أروع غير غدار

فقال له بسر: ثکلتک امک والله ما أردنا قتلک فلم عرضت نفسک للقتل؟ فقال: اقتل دون جاري فعسي اعذر عند الله وعند الناس. فضرب بسيفه حتي قتل، وقدم بسر الغلامين فذبحهما ذبحا، فخرج نسوة من بني کنانة فقالت قائلة منهن: يا هذا هؤلاء الرجال قتلت فعلام تقتل الولدان؟ والله ما کانوا يقتلون في الجاهلية ولا إسلام والله ان سلطانا لا يقوم إلا بقتل الرضع الصغيرة والمدره الکبير، وبرفع الرحمة وعقوق الارحام لسلطان سوء فقال لها بسر والله لقد هممت أن أضع فيکن السيف. فقالت: تالله انها لاخت التي صنعت، وما أنا بها منک بآمنة. ثم قالت للنساء اللواتي حولها: ويحکن تفرقن.

وفي الاصابة 9:3: عمرو بن عميس قتله بسر بن ارطاة لما أرسله معاوية للغارة علي عمال علي فقتل کثيرا من عماله من أهل الحجاز واليمن.

صورة مفصلة

کان بسر بن أرطاة[9] قاسي القلب، فظا سفاکا للدماء، لا رأفة عنده ولا رحمة،

[صفحه 23]

فأمره معاوية أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومکة حتي ينتهي إلي اليمن، وقال له: لا تنزل علي بلد أهله علي طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانک حتي يروا أنهم لانجاء لهم، وانک خيط بهم، ثم اکفف عنهم وادعهم إلي البيعة لي، فمن أبي فاقتله، واقتل شيعة علي حيث کانوا.

وفي راوية إبراهيم الثقفي في (الغارات) في حوادث سنة اربعين: بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف وقال: سر حتي تمر بالمدينة فاطرد الناس، واخف به من مررت به، وانهب اموال کل من أصبت له مالا ممن لم يکن له دخل في طاعتنا، فاذا دخلت المدينة فأرهم إنک تريد أنفسهم، وأخبرهم إنه لا براءة لهم عندک ولا عذر حتي إذا ظنوا انک موقع بهم فاکفف عنهم، ثم سر حتي تدخل مکة ولا تعرض فيها لاحد، وأرحب الناس عنک فيما بين المدينة ومکة، واجعلها شرودات حتي تأتي صنعاء والجند، فإن لنا بها شيعة وقد جاء في کتابهم.

فخرج بسر في ذلک البعث مع جيشه وکانوا إذا وردوا ماء أخذوا إبل أهل ذلک الماء فرکبوها، وقادوا خيولهم حتي يردوا الماء الآخر، فيردون تلک الابل ويرکبون إبل هؤلاء، فلم يزل يصنع ذلک حتي قرب إلي المدينة، فاستقبلتهم قضاعة ينحرون لهم الجزر حتي دخلوا المدينة، وعامل علي عليه السلام عليها أبوأيوب الانصاري صاحب منزل رسول الله صلي الله عليه وآله فخرج عنها هاربا ودخل بسر المدينة، فخطب الناس وشتمهم وتهددهم يومئذ وتوعدهم وقال: شاهت الوجوه إن الله تعالي ضرب مثلا قرية کانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا. وقد أوقع الله تعالي ذلک المثل بکم وجعلکم أهله کان بلدکم مهاجر النبي صلي الله عليه وآله ومنزله وفيه قبره ومنازل الخلفاء من بعده، فلم تشکروا نعمة ربکم ولم ترعوا حق نبيکم، وقتل خليفة الله بين أظهرکم، فکنتم بين قاتل وخاذل ومتربص وشامت، إن کانت للمؤمنين قلتم: ألم نکن معکم؟ وإن کان للکافرين نصيب، قلتم: ألم نستحوذ عليکم ونمنعکم من المؤمنين؟ ثم شتم الانصار، فقال: يا معشر اليهود وأبناء العبيد بني زريق وبني النجار وبني سالم وبني عبدالاشهل! أما والله لاوقعن بکم وقعة تشفي غليل صدور المؤمنين وآل عثمان، أما والله لادعنکم

[صفحه 24]

أحاديث کالامم السالفة، فتهددهم حتي خاف الناس أن يوقع بهم، ففزعوا إلي حويطب بن عبدالعزي، ويقال: انه زوج امه فصعد إليه المنبر فناشده وقال: عترتک وأنصار رسول الله وليست بقتلة عثمان، فلم يزل به حتي سکن ودعا الناس إلي بيعة معاوية فبايعوه ونزل فأحرق دورا کثيرة منها: دار زرارة بن حرون أحد بني عمرو بن عوف، ودار رفاعة بن رافع الزرقي، ودار أبي أيوب الانصاري، وفقد جابر بن عبدالله الانصاري، فقال: مالي لا أري جابرا يا بني سلمة؟ لا أمان لکم عندي أو تأتوني بجابر. فعاذ جابر بام سلمة رضي الله عنها، فأرسلت إلي بسرب ن أرطاة فقال: لا أومنه حتي يبايع فقالت له ام سلمة: اذهب فبايع، وقالت لابنها عمر: اذهب فبايع، فذهبا فبايعاه.

وروي من طريق وهب بن کيسان قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: لما خفت بسرا وتواريت عنه قال لقومي: لا أمان لکم عندي حتي يحضر جابر فأتوني وقالوا: ننشدک الله لما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمک ودماء قومک فانک إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا، فاستنظرتهم الليل فلما أمسيت دخلت علي ام سلمة فاخبرتها الخبر فقالت: يا بني انطلق فبايع احقن دمک ودماء قومک، فاني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع، وإني لاعلم انها بيعة ضلالة.

قال إبراهيم: فأقام بسر بالمدينة أياما ثم قال لهم: إني قد عفوت عنکم وإن لم تکونوا لذلک بأهل، ما قوم قتل امامهم بين ظهرانيهم بأهل أن يکف عنهم العذاب، ولئن نالکم العفو مني في الدنيا اني لارجو أن لا تنالکم رحمة الله عزوجل في الآخرة، وقد استخلفت عليکم أبا هريرة فإياکم وخلافه. ثم خرج إلي مکة.

وروي الوليد بن هشام قال: أقبل بسر فدخل المدينه فصعد منبر الرسول صلي الله عليه وآله ثم قال: يا أهل المدينة خضبتم لحاکم وقتلتم عثمان مخضوبا، والله لا أدع في المسجد مخضوبا إلا قتلته. ثم قال لاصحابه: خذوا بأبواب المسجد وهو يريد أن يستعرضهم فقام إليه عبدالله بن الزبير وأبوقيس أحد بني عامر بن لوي فطلبا إليه حتي کف عنهم وخرج إلي مکة فلما قرب منها هرب قثم بن العباس وکان عامل علي عليه السلام

[صفحه 25]

ودخلها بسر فشتم أهل مکة وأنبهم ثم خرج عنها واستعمل عليها شيبة بن عثمان.

وروي عوانة عن الکلبي: ان بسرا لما خرج من المدينة إلي مکة قتل في طريقه رجالا، وأخذ أموالا، وبلغ أهل مکة خبره فتنحي عنها عامة أهلها، وتراضي الناس بشيبة بن عثمان أميرا لما خرج قثم بن العباس عنها، وخرج إلي بسر قوم من قريش فتلقوه فشتمهم ثم قال: أما والله لو ترکت ورأيي فيکم لترکتکم وما فيها روح تمشي علي الارض. فقالوا: ننشدک الله في أهلک وعترتک. فسکت ثم دخل وطاف بالبيت وصلي رکعتين ثم خطبهم فقال: الحمد لله الذي أعز دعوتنا، وجمع الفتنا، وأذل عدونا بالقتل والتشريد، هذا ابن ابي طالب بناحية العراق في ضنک وضيق قد ابتلاه الله بخطيئته، وأسلمه بجريرته، فتفرق عنه أصحابه ناقمين عليه، وولي الامر معاوية الطالب بدم عثمان، فبايعوا، ولا تجعلوا علي أنفسکم سبيلا. فبايعوا وفقد سعيد بن العاص فطلبه فلم يجده وأقام أياما ثم خطبهم فقال: يا أهل مکة! اني قد صفحت عنکم فإياکم والخلاف، فوالله إن فعلتم لاقصدن منکم إلي التي تبير الاصل، وتحرب المال، وتخرب الديار، ثم خرج إلي الطائف.

قال (إبراهيم الثقفي): ووجه رجلا من قريش إلي نبالة وبها قوم من شيعة علي عليه السلام وأمره بقتلهم فأخذهم وکلم فيهم وقيل له: هؤلاء قومک فکف عنهم حتي نأتيک بکتاب من بسر بأمانهم فحبسهم وخرج منيع الباهلي من عندهم إلي بسر وهو بالطائف يستشفع إليه فيهم، فتحمل عليه بقوم من الطائف فکلموه فيهم وسألوه الکتاب بإطلاقهم فوعدهم ومطلهم بالکتاب حتي ظن انه قد قتلهم القرشي المبعوث لقتلهم، وان کتابه لا يصل إليهم حتي يقتلوا، ثم کتب لهم فأتي منيع منزله وکان قد نزل علي امرأة بالطائف ورحله عندها فلم يجدها في منزلها فوطئ علي ناقته بردائه ورکب فسار يوم الجمعة وليلة السبت لم ينزل عن راحلته قط فأتاهم ضحوة وقد اخرج القوم ليقتلوا واستبطئ کتاب بسر فيهم فقدم رجل منهم فضربه رجل من أهل الشام فانقطع سيفه فقال الشاميون بعضهم لبعض: شمسوا سيوفکم حتي تلين فهزوها وتبصر منيع الباهلي بريق السيوف، فألمع بثوبه فقال القوم: هذا راکب عنده خبر

[صفحه 26]

فکفوا وقام به بعيره، فنزل عنه وجاء علي رجليه يشد فدفع الکتاب اليهم فاطلقوا، وکان الرجل المقدم الذي ضرب بالسيف فانکسر السيف أخاه.

قال ابراهيم: وروي علي بن مجاهد عن ابن اسحاق: ان اهل مکة لما بلغهم ما صنع بسر خافوه وهربوا، فخرج ابنا عبيدالله بن العباس وهما: سليمان. وداود. وامهما حورية ابنة خالد بن فارط الکنانية وتکني ام حکيم، وهم حلفاء بني زهرة وهما غلامان مع أهل مکة فأضلوهما عند بئر ميمون بن الحضرمي، وميمون هذا أخو العلاء بن الحضرمي، وهجم عليهما بسر فأخذهما وذبحهما فقالت امهما:


هامن أحس بابني اللذين هما
کالدرتين تشظي عنهما الصدف[10] .


وقد روي ان اسمهما: قثم وعبدالرحمن، وروي: انهما ضلا في أخوالهما من بني کنانة، وروي: ان بسرا انهما قتلهما باليمن وانهما ذبحا علي درج صنعاء وروي عبدالملک بن نوفل عن أبيه: ان بسرا لما دخل الطائف وقد کلمه المغيرة قال له: لقد صدقتني ونصحتني فبات بها وخرج منها وشيعه المغيرة ساعة ثم ودعه وانصرف عنه فخرج حتي مر ببني کنانة وفيهم ابنا عبيدالله بن العباس وامهما فلما انتهي بسر إليهم طلبهما، فدخل رجل من بني کنانة، وکان أبوهما أوصاه بهما، فأخذ السيف من بيته وخرج فقال له بسر: ثکلتک امک والله ما کنا أردنا قتلک فلم عرضت نفسک للقتل؟ قال: اقتل دون جاري أعذر لي عند الله والناس. ثم شد علي اصحاب بسر بالسيف حاسرا وهو يرتجز:


آليت لا يمنع حافات الدار
ولا يموت مصلتا دون الجار


إلا فتي أروع غير غدار

فضارب بسيفه حتي قتل، ثم قدم الغلامان فقتلا، فخرج نسوة من بني کنانة فقالت امرأة منهن: هذه الرجال يقتلها فما بال الولدان؟ والله ما کانوا يقتلون في جاهلية ولا اسلام، والله إن سلطانا لا يشتد إلا بقتل الرضع الضعيف، والشيخ الکبير ورفع الرحمة، وقطع الارحام، لسلطان سوء، فقال بسر: والله لهممت أن أضع فيکن

[صفحه 27]

السيف، قالت: والله إنه لاحب إلي إن فعلت.

قال إبراهيم: وخرج بسر من الطائف فأتي نجران فقتل عبدالله بن عبدالمدان وابنه مالکا وکان عبدالله هذا صهرا لعبيدالله بن العباس ثم جمعهم وقام فيهم، وقال: يا أهل نجران! يا معشر النصاري وإخوان القرود! أما والله إن بلغني عنکم ما أکره لاعودن عليکم بالتي تقطع النسل، وتهلک الحرث، وتخرب الديار، وتهددهم طويلا ثم سار حتي دخل أرحب فقتل أبا کرب وکان يتشيع ويقال: إنه سيد من کان بالبادية من همدان فقدمه فقتله، وأتي صنعاء قد خرج عنها عبيدالله بن العباس وسعيد بن نمران، وقد استخلف عبيدالله عليها عمرو بن اراکة الثقفي، فمنع بسرا من دخولها وقاتله فقتله بسر ودخل صنعاء فقتل منها قوما، وأتاه وفد مأرب فقتلهم فلم ينج منهم إلا رجل واحد ورجع إلي قومه فقال لهم: أنعي قتلانا، شيوخاوشبانا.

قال إبراهيم: وهذه الابيات المشهورة لعبد بن اراکة الثقفي يرثي بها ابنه عمرا:


لعمري لقد أردي ابن أرطاة فارسا
بصنعاء کالليث الهزبر أبي الاجر


تعز فإن کان البکارد هالکا
علي أحد فاجهد بکاک علي عمرو


ولا تبک ميتا بعد ميت أحبة
علي وعباس وآل أبي بکر


قال: ثم خرج بسر من صنعاء فأتي أهل حبسان وهم شيعة لعلي عليه السلام فقاتلهم وقاتلوه فهزمهم وقتلهم قتلا ذريعا، ثم رجع إلي صنعاء فقتل بها مائة شيخ من أبناء فارس لان ابني عبيدالله بن العباس کانا مستترين في بيت امرأة من أبنائهم تعرف بابنة بزرج وکان الذي قتل بسر في وجهه ذلک ثلاثين ألفا، وحرق قوما بالنار، فقال يزيد بن مفرغ:


تعلق من أسماء ما قد تعلقا
ومثل الذي لاقي من الشوق أرقا


سقي منفخ الاکناف منبعج الکلي
منازلها من مشرقات فشرقا


إلي الشرف الاعلي إلي رامهرمز
إلي قربات الشيخ من نهر اربقا


إلي دست مارين إلي الشط کله
إلي مجمع السلان من بطن دورقا


إلي حيث يرقي من دجيل سفينه
إلي مجمع النهرين حيث تفرقا

[صفحه 28]

إلي حيث سار المرء بسر بجيشه
فقتل بسر ما استطاع وحرقا


قال: ودعا علي عليه السلام علي بسر فقال: أللهم ان بسرا باع دينه بالدنيا، وانتهک محارمک، وکانت طاعة مخلوق فاجر، آثر عنده مما عندک، أللهم فلا تمته حتي تسلبه عقله، ولا توجب له رحمتک، ولا ساعة من نهار، أللهم العن بسرا وعمرا ومعاوية، وليحل عليهم غضبک، ولتنزل بهم نقمتک، وليصبهم بأسک وزجرک الذي لا ترده عن القوم المجرمين. فلم يلبث بسر بعد ذلک إلا يسيرا حتي وسوس وذهب عقله، فکان يهذي بالسيف ويقول: اعطوني سيفا أقتل به. لا يزال يردد ذلک حتي اتخذ له سيف من خشب، وکانوا يدنون منه المرفقة فلا يزال يضربها حتي يغشي عليه فلبث کذلک إلي أن مات. شرح ابي الحديد 116:1 تا 121

وفي شرح ابن أبي الحديد 15:3: روي أبوالحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء في کل کورة وعلي کل منبر يلعنون عليا ويبرءون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته، وکان أشد الناس بلاء حينئذ اهل الکوفة لکثرة من بها من شيعة علي عليه السلام فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فکان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لانه کان منهم أيام علي عليه السلام فقتلهم تحت کل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الايدي والارجل، وسمل العيون، وصلبهم علي جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم وکتب معاوية إلي عماله في جميع الآفاق: أن لا يجيروا لاحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة. وکتب إليهم: أن انظروا من قبلکم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأکرموهم واکتبوا لي بکل ما يروي کل رجل منهم واسمه واسم ابيه وعشيرته ففعلوا ذلک حتي أکثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما کان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والکساء والحباء والقطائع، ويفيضه في العرب منهم والموالي، فکثر ذلک في کل مصر وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجئ أحد

[صفحه 29]

مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا کتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلک حينا، ثم کتب إلي عماله: ان الحديث في عثمان قد کثر وفشا في کل مصر وفي کل وجه وناحية فإذا جائکم کتابي هذا فادعوا الناس إلي الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الاولين ولا تترکوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة، فإن هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله.

ثم کتب إلي عماله نسخة واحدة إلي جميع البلدان: انظروا إلي من أقامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطائه ورزقه، وشفع ذلک بنسخة اخري: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنکلوا به واهدموا داره. فلم يکن البلاء أشد ولا أکثر منه بالعراق ولا سيما بالکوفة حتي أن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه ومملوکه ولا يحدثه حتي يأخذ عليه الايمان الغليظة ليکتمن عليه، فظهر حديث کثير موضوع وبهتان منتشر إلخ.

استخلف زياد علي البصرة سمرة بن جندب لما کتب معاوية إلي زياد بعهده علي الکوفة والبصرة فکان زياد يقيم ستة أشهر بالکوفة وستة أشهر بالبصرة، وسمرة من الذين أسرفوا في القتل علي علم من معاوية بل بأمر منه، أخرج الطبري من طريق محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل کان سمرة قتل أحدا؟ قال: وهل يحصي من قتل سمرة بن جندب؟ استخلفه زياد علي البصرة وأتي الکوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس، فقال له معاوية: هل تخاف أن تکون قد قتلت أحدا بريئا؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت، أو کما قال. قال أبوسوار العدوي: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن.

وروي باسناده عن عوف قال: أقبل سمرة من المدينة فلما کان عند دور بني أسد خرج رجل من أزقتهم ففجأ أوائل الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة قال: ثم مضت الخيل فأتي عليه سمرة بن جندب وهو متشحط في دمه فقال: ما هذا؟

[صفحه 30]

قيل: أصابته أوائل خيل الامير. قال: إذا سمعتم بنا قد رکبنا فاتقوا أسنتنا[11] .

أعطي معاوية سمرة بن جندب من بيت المال أربعمائة الف درهم علي أن يخطب في أهل الشام بأن قوله تعالي: ومن الناس من يعجبک قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها ويهلک الحرث والنسل والله لا يحب الفساد انها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. وان قوله تعالي: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. نزل في ابن ملجم أشقي مراد.[12] .

وأخرج الطبري من طريق عمر بن شبه قال: مات زياد وعلي البصرة سمرة بن جندب خليفة له، فأقر سمرة علي البصرة ثمانية عشر شهرا. قال عمر: وبلغني عن جعفر الضبعي قال: أقر معاوية سمرة بعد زياد ستة أشهر ثم عزله فقال سمرة: لعن الله معاوية والله لو أطعت الله کما أطعت معاوية ما عذبني أبدا.

وروي من طريق سليمان بن مسلم العجلي قال: سمعت أبي يقول: مررت بالمسجد فجاء رجل إلي سمرة فأدي زکاة ماله ثم دخل فجعل يصلي في المسجد فجاء رجل فضرب عنقه فإذا رأسه في المسجد وبدنه ناحية، فمر أبوبکرة فقال: يقول الله سبحانه: قد أفلح من تزکي وذکر اسم ربه فصلي. قال أبي: فشهدت ذلک فما مات سمرة حتي أخذه الزمهرير فمات شر ميتة. قال: وشهدته واتي بناس کثير واناس بين يديه فيقول للرجل: ما دينک؟ فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وان محمدا عبده ورسوله، وإني بري من الحرورية. فيقدم فيضرب عنقه حتي مر بضعة وعشرون. تاريخ الطبري 164:6.

وفي مقدم عمال معاوية الحاملين عداء سيد العترة، المهاجمين علي شيعة آل الله بکل قوي متيسرة زياد بن سمية، ومن الزائد جدا بحثنا عن جرائمه الوبيلة التي حفظها له التاريخ، وأسودت بها صفحات تاريخه، ولا بدع وهو وليد البغاء من الادعياء المشهورين، ربيب حجر سمية البغي، والاناء إنما يترشح بما فيه، والشوک

[صفحه 31]

لا يثمر العنب، وقد صدق النبي الکريم في قوله صلي الله عليه وآله في السبطين ووالديهما: لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردي المولد. وکان السلف يبور أولادهم بحب علي عليه السلام فمن کان لا يحبه علموا انه لغير رشدة.[13] فلا تعجب من الدعي ومن کتابه القارص إلي الامام السبط الحسن الزکي عليه السلام قد شفع إليه في رجل من شيعته. قال ابن عساکر: کان سعد بن سرح مولي حبيب بن عبد شمس من شيعة علي بن أبي طالب، فلما قدم زياد الکوفة واليا عليها أخافه وطلبه زياد فأتي الحسن بن علي فوثب زياد علي أخيه وولده وامرأته وحبسهم وأخذ ماله وهدم داره، فکتب الحسن إلي زياد: من الحسن بن علي إلي زياد. أما بعد: فإنک عمدت إلي رجل من المسلمين له مالهم وعليه ما عليهم، فهدمت داره، وأخذت ماله وعياله فحبستهم، فإذا أتاک کتابي هذا فابن له داره، واردد عليه عياله وماله، فإني قد أجرته فشفعني فيه. فکتب اليه زياد:

من زياد بن أبي سفيان إلي الحسن بن فاطمة: أما بعد: فقد أتاني کتابک تبدأ فيه بنفسک قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان وأنت سوقة کتبت إلي في فاسق لا يؤبه به، وشر من ذلک توليه أباک وإياک، وقد علمت أنک أدنيته إقامة منک علي سوء الرأي ورضي منک بذلک، وأيم الله لا تسبقني به، ولو کان بين جلدک ولحمک، وإن نلت بعضک فغير رفيق بک ولا مرع عليک، فإن أحب لحم إلي أن آکل منه أللحم الذي أنت منه، فسلمه بجريرته إلي من هو أولي به منک، فإن عفوت عنه لم أکن شفعتک فيه، وإن قتلته لم أقتله إلا لحبه أباک الفاسق، والسلام،[14] ولما بلغ موته ابن عمر قال: يا ابن سمية! لا الآخرة أدرکت ولا الدنيا بقيت عليک.

کان زياد جمع الناس بالکوفة بباب قصره يحرضهم علي لعن علي عليه السلام- وفي لفظ البيهقي: يحرضهم علي البرائة من علي کرم الله وجهه، فملا منهم المسجد و

[صفحه 32]

الرحبة- فمن أبي ذلک عرضه علي السيف. وعن المنتظم لابن الجوزي: ان زيادا لما حصبه أهل الکوفة وهو يخطب علي المنبر قطع أيدي ثمانين منهم، وهم أن يخرب دورهم، ويحمر نخلهم، فجمعهم حتي ملا بهم المسجد والرحبة يعرضهم علي البرائة من علي عليه السلام وعلم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلک علي استئصالهم وإخراب بلدهم. فذکر عبدالرحمن بن السائب قال: احضرت فصرت إلي الرحبة ومعي جماعة من الانصار، فرأيت شيئا في منامي وأنا جالس في الجماعة وقد خفقت، وهو اني رأيت شيئا طويلا قد أقبل فقلت: ما هذا؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلي صاحب هذا القصر، فانتبهت فزعا فما کان إلا مقدار ساعة حتي خرج خارج من القصر فقال: انصرفوا فإن الامير عنکم مشغول، وإذا به قد أصابه ما ذکرنا من البلاء، وفي ذلک يقول عبدالله بن السائب:


ما کان منتهيا عما أراد بنا
حتي تأتي له النقاد ذوالرقبه


فاسقط الشق منه ضربة ثبتت
لما تناول ظلما صاحب الرحبه[15] .


قال الاميني: هلم معي نقرأ هذه الصحائف السوداء المحشوة بالمخازي وشية العار، المملوة بالموبقات والبوائق، فننظر هل في الشريعة البيضاء، أو في نواميس البشرية، أو في طقوس العدل مساغ لشئ منها؟ دع ذلک کله هل تجد في عادات الجاهلية مبررا لشئ من تلکم الهمجية؟ وهل فعل اولئک الاشقياء الاشداء في أيامهم المظلمة فعلا يربو مخاريق ابن هند؟ لا. وانک لا تسمع عن أحد ممن يحمل عاطفة إنسانية ولا أقول ممن يعتنق الدين الحنيف فحسب يستبيح شيئا من ذلک، أو يحبذ مخزاتا من تلکم المخازي، وهل تجد معاوية وهذه جناياته من مصاديق قوله تعالي: محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الکفار رحماء بينهم تراهم رکعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود. الآية؟[16] فهل تري ابن أبي سفيان خارجا عنهم؟ فليس هو من رسول الله صلي الله عليه وآله ولا ممن معه، ولا رحيما بهم، أو أن من ناواه وعاداه وسبه وآذاه وقتله وهتکه خارجون عن ربقة الاسلام؟

[صفحه 33]

فهو شديد عليهم وهم خيرة امة محمد المسلمة، تراهم رکعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. فالحکم للنصفة لا غيرها.

کأن هاهنا نسيت ثارات عثمان وعادت تبعة اولئک المضطهدين محض ولاء علي اميرالمؤمنين عليه السلام وقد قرن الله ولايته بولايته وولاية رسوله، وحبهم لمن يحبه الله ورسوله، وطاعتهم لمن فرض الله طاعته، وودهم من جعل الله وده أجر الرسالة. فلم يقصد معاوية وعماله أحدا بسوء إلا هؤلاء، فطفق يرتکب منهم ما لا يرتکب إلا من أهل الردة والمحادة لله ولرسوله. فکان الطريد اللعين ابن الطريد اللعين مروان، وأزني ثقيف مغيرة بن شعبة، واغيلمة قريش الفسقة في أمن ودعة، وکان يولي لاعماله الزعانفة الفجرة أعداء أهل بيت الوحي: بسر بن أرطاة، ومروان بن الحکم، ومغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، وعبدالله الفزاري، وسفيان بن عوف، والنعمان بن بشير، والضحاک بن قيس، وسمرة بن جندب، ونظرائهم، يستعملهم علي عباد الله وهو يعرفهم حق المعرفة ولا يبالي بقول رسول الله صلي الله عليه وآله: من تولي من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولي بذلک وأعلم بکتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين.[17] فکانوا يقترفون السيئات، ويجترحون المآثم بأمر منه ورغبة، ولم تکن عنده حريجة من الدين تزعه عن تلکم الجرائم، فأمر بالاغارة علي مکة المکرمة وقد جعلها الله بلدا آمنا يأمن من حل بها وإن کان کافرا، ولاهلها وطيرها ووحشها ونباتها حرمات عند الله، وهي التي حقنت دم أبي سفيان ومن علي شاکلته من حامل ألوية الکفر والالحاد، فکان رسول الله صلي الله عليه وآله يرعاها کل الرعاية يوم الفتح وغيره، فما عامل أهلها هو وجيشه الفاتح إلا بکل جميل، وکان صلي الله عليه وآله يقول: إن هذا بلد حرم الله يوم خلق السموات والارض، وهو حرام بحرمة الله إلي يوم القيامة، وأنه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلي يوم القيامة، لا يعضد شوکه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلي خلاها[18] .

[صفحه 34]

وقال صلي الله عليه وآله وسلم إن مکة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفک بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلي الله عليه وآله فقولوا له: إن الله أذن لرسوله صلي الله عليه وسلم ولم يأذن لکم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم کحرمتها بالامس، وليبلغ الشاهد الغائب.[19] .

وأمر ابن هند بالاستحواذ علي مدينة الرسول صلي الله عليه وآله وإخافة أهلها والوقيعة فيهم واستقراء من يوجد فيها من شيعة علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وللمدينة المنورة في الاسلام حرمتها الثابتة، ولنبيه صلي الله عليه وآله فيها قوله الصادق: ألمدينة حرم ما بين عائر إلي کذا، من أحدث فيها حدثا[20] أو آوي حدثا فعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل.[21] .

وقوله صلي الله عليه وآله: لا يکيد أهل المدينة أحد إلا انماع کما ينماع الملح في الماء.[22] .

وقوله صلي الله عليه وآله: لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء.[23] .

وقوله صلي الله عليه وآله: أللهم إن ابراهيم حرم مکة فجعلها حرما وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إلا لعلف[24] .

وقوله صلي الله عليه وآله: من أراد أهل هذه البلدة بسوء (يعني المدينة) أذابه الله کما

[صفحه 35]

يذوب الملح في الماء. وفي لفظ سعد: من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله. الخ.[25] .

وقوله صلي الله عليه وآله: المدينة حرم من کذا إلي کذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين.[26] .

وقوله صلي الله عليه وآله: أيما جبار أراد المدينه بسوء أذابه الله تعالي کما يذوب الملح في الماء. وفي لفظ: من أراد أهل هذه البلدة بدهم أو بسوء[27] .

وقوله صلي الله عليه وآله فيما أخرجه الطبراني برجال الصحيح: أللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائکة والناس اجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل.[28] .

وقوله صلي الله عليه وآله: من أخاف اهل المدينة أخافه الله يوم القيامة، وغضب عليه، ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا.[29] .

وقوله صلي الله عليه وآله فيما أخرجه النسائي: من أخاف اهل المدينة ظالما لهم أخافه الله، وکانت عليه لعنة الله.[30] وفي لفظ ابن النجار: من أخاف اهل المدينة ظلما أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين.

وقوله صلي الله عليه وآله: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي. أخرجه أحمد في مسنده 354:3 بالاسناد عن جابر بن عبدالله: إن أميرا من امراء الفتنة قدم المدينة وکان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر: لو تنحيت عنه فخرج يمشي بين ابنيه فنکب فقال: تعس من أخاف رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ابناه أو أحدهما: يا أبت! وکيف أخاف رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من أخاف الحديث.

[صفحه 36]

قلت: الامير المشار اليه هو بسر بن أرطاة کما في وفاء الوفاء للسمهودي 31:1 وصحح الحديث.

وقوله صلي الله عليه وآله فيما أخرجه الطبراني في الکبير: من آذي أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل. وفاء الوفاء 32:1.

نعم: إن بسرا لم يلو إلي شيئ من ذلک وإنما أوتمر بما سول له معاوية من هتک الحرمات بقتل الرجال، وسبي النساء، وذبح الاطفال، وهدم الديار، وشتم الاعراض، وما رعي لرسول الله صلي الله عليه وآله إلا ولا ذمة في مجاوري حرم أمنه، وساکني حماه المنيع فخفر ذمته کما هتک حرمته، واستخف بجواره، وآذاه باباحة حرمه حرم الله تعالي، والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم[31] وإن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة[32] فيالها من جرأة تقحم صاحبها في المحادة لله ولرسوله صلي الله عليه وآله ودينه القويم.

کما أن يزيد کان يحذو حذو أبيه في جرائمه الوبيلة وشن الغارة علي أهل المدينة المشرفة، وبعث مسلم بن عقبة الهاتک الفاتک إلي هتک ذلک الجوار المقدس بوصية من والده الآثم قال السمهودي في وفاء الوفاء 91:1.

وأخرج ابن أبي حيثمة بسند صحيح إلي جويرية بنت أسماء: سمعت أشياخ المدينة يتحدثون: ان معاوية رضي الله عنه لما احتضر دعا يزيد فقال له: إن لک من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإني عرفت نصيحته. فلما ولي يزيد وفد عليه عبدالله بن حنظلة وجماعة فأکرمهم وأجازهم فرجع فحرض الناس علي يزيد وعابه و دعاهم إلي خلع يزيد فأجابوه فبلغ ذلک يزيد فجهز اليهم مسلم بن عقبة. الخ.

وأخرجه البلاذري في أنساب الاشراف 43:5 بلفظ أبسط من لفظ السمهودي.

[صفحه 37]


صفحه 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36، 37.








  1. کذا جاء في غير موضع من لفظ الحديث.
  2. أخرجه أبوالفرج مسندا حذفنا إسناده روما للاختصار.
  3. هذه بطون من الانصار.
  4. صحابي توجد ترجمته في معاجم الصحابة. (2) صحابي مترجم له في المعاجم.
  5. صحابي مترجم له في المعاجم.
  6. صحابي ترجم له اصحاب فهارس الصحابة.
  7. صحابي مذکور في عدالصحابة.
  8. والصحيح: ولا يزال مصلتا دون الجار.
  9. ويقال؟: ابن ابي ارطاة.
  10. إلي اخر الابيات التي مرت في صفحة 17 و 18.
  11. تاريخ الطبري 132:6.
  12. شرح ابن ابي الحديد 361:1.
  13. مرت تلکم الاحاديث وستأتي في مسند المناقب ومرسلها.
  14. تاريخ ابن عساکر 418:5، شرح ابن الحديد 72 و 7: 4.
  15. مروج الذهب 69:2، المحاسن والمساوي للبيهقي 39:1، قال المسعودي والبيهقي: صاحب الرحبة هو علي بن أبي طالب، شرح ابن ابي الحديد 286:1 نقلا عن ابن الجوزي.
  16. سورة الفتح 29.
  17. مجمع الزوائد 211:5.
  18. صحيح البخاري: باب لا يحل القتال بمکة 168:3، صحيح مسلم 109:4.
  19. صحيح البخاري: باب لا يعضد شجر الحرم 167:3.
  20. قال القاضي عياض: معني قوله: من أحدث فيها حدثا أو آوي محدثا. الخ. من أتي فيها إثما أو آوي من أتاه.
  21. صحيح البخاري 179:3، صحيح مسلم 116 و 115 و 114: 4، مسند أحمد 151 و 126 و 81: 1، ج 450:2، سنن البيهقي 196:5، سنن أبي داود 318:1.
  22. صحيح البخاري 181:3.
  23. صحيح مسلم 113:4.
  24. صحيح مسلم 117:4، سنن ابي داود 318:1، واللفظ لمسلم.
  25. صحيح مسلم 122 و 121: 4.
  26. صحيح البخاري 178:3، سنن البيهقي 197:5.
  27. وفاء الوفاء للسمهودي 31:1.
  28. وفاء الوفاء 31:1 وصححه.
  29. وفاء الوفاء 31:1، فيض القدير 40:6.
  30. وفاء الوفاء 31:1.
  31. سورة التوبة: 61.
  32. سورة الاحزاب: 57.