دعاء أبي مسلم لمرأة وعليها











دعاء أبي مسلم لمرأة وعليها



کان أبومسلم الخولاني إذا دخل داره فکان في وسطها کبر فيدخل فينزع ردائه وحذاءه وتأتيه إمرأته بطعام فيأکل فجاء ذات ليلة فکبر فلم تجبه، ثم أتي باب البيت فکبر وسلم وکبر فلم تجبه، وإذا البيت ليس فيه سراج وإذا هي جالسة بيدها ود) کذا) تنکت به الارض فقال لها: مالک؟ فقالت: الناس بخير وأنت أبومسلم لو انک أتيت معاوية فيأمر لک بخادم ويعطيک شيئا تعيش به؟ فقال: أللهم من أفسد علي أهلي فاعم بصره. وکانت أتتها امرأة فقالت: أنت امرأة أبي مسلم الخولاني فلو کلمت زوجک يکلم معاوية ليخدمکم ويعطيکم. فبينا هذه المرأة في منزلها إذا أنکرت بصرها فقالت: سراجکم طفئ؟ فقالوا: لا. فقالت: إنا لله، ذهب بصري، فأتت إلي أبي مسلم فلم تزل تناشده الله وتطلب إليه حتي دعا الله فرد بصرها ورجعت امرأته إلي حالها التي کانت عليها. أخرجه إبن عساکر في تاريخه 317:7.

قال الاميني: ما أقسي صاحب هذه المعاجز حيث أعمي امرأة مسلمة من غير ذنب تستحق لاجله مثل هذه العقوبة؟ فإن مراجعة معاوية کبقية المسلمين وهو أميرهم فيما حسبوه- والرجل في الرعيل الاول من شيعته- للتوسيع عليه ليس فيها إقتراف مأثم ولا اجتراح سيئة تستحق المسکينة عليها التنکيل بها، فهلا دعا الله سبحانه أن يهديها وامرأته أن يثبت قلبيهما علي الصبر والتقوي إن کان يعلم من نفسه إجابة دعوته؟ لکنه أبي إلا القسوة، أو أن المغالي في فضله إفتعل له ذلک ذاهلا عن ان ما افتعله يمس کرامة الرجل، ونحن نجل ساحة قدس المولي سبحانه عن أن تکون عنده إجابة لمثل هذه الدعوة الصادرة عن الجهل.