وفد يسافر بلا زاد ولا مزاد











وفد يسافر بلا زاد ولا مزاد



کان أبومسلم الخولاني أتاه جماعة من قومه فقالوا له: أما تشتاق إلي الحج؟ قال: بلي لو أصبت لي أصحابا فقالوا: نحن أصحابک، فقال: لستم لي بأصحاب أنا أصحابي قوم لا يريدون الزاد ولا المزاد قالوا: سبحان الله وکيف يسافر قوم بلا زاد و لا مزاد؟ فقال لهم: ألا ترون إلي الطير تغدو وتروح بلا زاد ولا مزاد والله يرزقها وهي لا تبيع ولا تشتري ولا تحرث ولا تزرع؟ قالوا: فإنا نسافر معک فقال لهم: تهيأوا علي برکة الله. فغدوا من غوطة دمشق ليس معهم زاد ولا مزاد، فلما انتهوا إلي المنزل قالوا: يا أبا مسلم! طعام لنا وعلف لد وابنا فقال لهم: نعم فتنحي بعيدا فتسنم أحجارا فصلي فيه رکعتين، ثم جثي علي رکبتيه فقال: آلهي قد تعلم ما أخرجني من منزلي، و إنما خرجت زائرا لک، وقد رأيت البخيل من أولاد آدم تنزل به العصابة من الناس فيوسعهم قري وإنا أضيافک وزوارک فأطعمنا واسقنا واعلف دوابنا، فاتي بسفرة فمدت بين أيديهم، وجئ بجفنة من ثريد تنجر، وجئ بقلتين من ماء، وجئ بالعلف لا يدرون من يأتي به، فلم تزل هذه حالهم منذ خرجوا من عند أهاليهم حتي رجعوا لا يتکلفون زادا ولا مزادا.

أخرجه الحافظ ابن عساکر في تاريخ الشام 318:7.

قال الاميني: أنا لم أفض في المقام بذأمة، وإنما اوجه نظر الباحث شطر کلمة

[صفحه 111]

طاش کبري زادة قال في مفتاح السعادة 345:3: من يخوض في البراري من غير زاد لتصحيح التوکل ذلک بدعة إذالسلف کانوا يأخذون الزاد ويتوکلون.


صفحه 111.