ترجمة الشيخ حسين الكركي











ترجمة الشيخ حسين الکرکي



الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار[1] الشامي الکرکي العاملي، هو من حسنات عاملة، ومن العلماء المشارکين في العلوم المتضلعين منها، أما حظه من الادب فوافر، ولعلک لا تدري إذا سرد القريض أنه هل نظم درا، أوصاغ تبرا.

ذکره معاصره في (الامل) وقال: کان عالما فاضلا ماهرا أديبا شاعرا منشيا؟ من المعاصرين له کتب منها: شرح نهج البلاغة، وعقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر، وحاشية المطول، وکتاب کبير في الطب، وکتاب مختصر فيه، وحاشية البيضاوي، ورسائل في الطب وغيره، وهداية الابرار في اصول الدين، ومختصر الاغاني، وکتاب الاسعاف ورسالة في طريقه، وديوان شعره، وأرجوزة في النحو، أرجوزة في المنطق، وغير ذلک وشعره حسن جيد خصوصا مدائحه لاهل البيت عليهم السلام، سکن

[صفحه 300]

اصفهان مدة ثم حيدرآباد سنين ومات بها، وکان فصيح اللسان، حاضر الجواب، متکلما حکيما، حسن الفکر، عظيم الحفظ والاستحضار، توفي في سنة 1076 وکان عمره 68 سنة. ا ه

وبالغ في الثناء عليه السيد المدني في (السلافة) ص 355 ومما قال: طود رسي في مقر العلم ورسخ، ونسخ خطة الجهل بما خط ونسخ. علا به من حديث الفضل اسناده، وأقوي به من الادب أقواؤه؟ وسناده. رأيته فرأيت منه فردا في الفضائل وحيدا، وکاملا لا يجد الکمال عنه محيدا. تحل له الحبي وتعقد عليه الخناصر، أو في علي من قبله وبفضله اعترف المعاصر. يستوعب قماطر العلم حفظا بين مقروء ومسموع، ويجمع شوارد الفضل جمعا هو في الحقيقة منتهي الجموع، حتي لم ير مثله في الجد علي نشر العلم وإحياء مواته، وحرصه علي جميع أسبابه وتحصيل أدواته. کتب بخطه ما يکل لسان القلم عن ضبطه، واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره، فتحکم في الارواح و الاجساد بنهيه وأمره.

ثم ذکر انتقاله وتجوله في البلاد، وقدومه علي والده سنة اربع وسبعين، ووفاته يوم الاثنين لاحدي عشرة بقيت من صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريبا. وذکر من شعره مائتين وواحدا وعشرين بيتا. ومنها قوله:


يا شقيق البدر! أخفي
فرعک المسدول بدرک

فارحم العشاق واکشف
يا جميل الستر سترک


وقوله:


جودي بوصل أو ببين
فاليأس إحدي الراحتين


أيحل في شرع الهوي
أن تذهبي بدم الحسين؟


وقوله:


ولقد تاملت الزمان وأهله
فرأيت نار الفضل فيهم خامده


فتن تجوش ودولة قد حازها
أهل الرذالة والعقول الفاسده


فقلوبهم مثل الحديد صلابة
وأکفهم مثل الصخور الجامده


فرأيت أن الاعتزال سلامة
وجعلت نفسي واو عمر والزائده

[صفحه 301]

ومن شعره المذکور في (أمل الآمل) قوله.


رضيت لنفسي حب آل محمد
طريقة حق لم يضع من يدينها


وحب علي منقذي حين يحتوي
لدي الحشر نفس لا يفادي رهينها


وقوله من قصيدة:


أبا حسن! هذا الذي استطيعه
بمدحک وهو المنهل السائغ العذب


فکن شافعي يوم المعاد ومونسي
لدي ظلمات اللحد إذ ضمني الترب


ومن شعره قوله:[2] .


ما لاح برق من ربي حاجر
إلا استهل الدمع من ناظري


ولا تذکرت عهود الحمي
إلا وسار القلب عن سائري


أواه کم أحمل جور الهوي؟
ما أشبه الاول بالآخر؟


يا هل تري يدري نؤوم الضحي
بحال ساه في الدجي ساهر؟


تهب إن هبت يمانية
أشواقه للرشأ النافر


يضرب في الآفاق لا يأتلي
في جوبها کالمثل السائر


طورا تهاميا وطورا له
شوق إلي من حل في الحائر


کأن مما رابه قلبه
علق في قادمتي طائر


ومنها:


يطيب عيشي في ربي ظبية
بقرب ذاک القمر الزاهر


(محمد) البدر الذي أشرق الکون
بباهي نوره الباهر


کونه الرحمن من نوره
من قبل کون الفلک الدائر


حتي إذا أرسله للهدي
کالشمس يغشي ناظر الناظر


أيده بالمرتضي حيدر
ليث الحروب الاروع الکاسر


فکان مذ کان نصيرا له
بورک في المنصور والناصر


يجندل الابطال يوم الوغي
بذي الفقار الصارم الباتر


توجد ترجمة شاعرنا (الحسين) في خلاصة الاثر 90:2 تا 94، ورياض الجنة

[صفحه 302]

في الروضة الرابعة لسيدنا الزنوزي، وإجازات البحار ص 125 لشيخنا العلامة المجلسي، وروضات الجنات ص 557 و 193، وتتميم أمل الآمل لابن أبي شبانة، ونجوم السماء ص 93، وسفينة البحار 273:1، وأعيان الشيعة 138:26 تا 156، والفوائد الرضوية 135:1، وشهداء الفضيلة ص 123، وذکره صاحب (معجم الاطباء) ص 171 وأثني عليه وقال: وذکره البديعي في کتابه (ذکري حبيب) وقال فيه: هو ثاني أبي الفضل البديع الهمداني، وثالث ابن الحجاج والواساني، وقد دون مدايحه وسماها (کنز اللآلي) وجمع أهاجيه ووسمها ب د (السلاسل والاغلال) اشتغل بعلم الطب في آخر عمره. إلخ رحم الله معشر السلف.

[صفحه 303]


صفحه 300، 301، 302، 303.








  1. في خلاصة الاثر: جاندار.
  2. أخذنا أبياتا منه من (أمل الامل) وعدة أبيات من (خلاصة الاثر).