ترجمة الحرفوشي العاملي











ترجمة الحرفوشي العاملي



الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي[1] الحريري الشامي العاملي.

عبقري مقدم من عباقرة العلم والادب، وأوحدي من أساطين الفضيلة، لم يتحل بمأثرة إلا وأتبعها بالنزوع إلي مثلها، وما اختص باکرومة إلا وراقه أن يتطلع إلي ما هو أرفع منها، حتي عادت الفضائل والاحساب عنده کأسنان المشط، أو خطوط الدائرة المنتهية إلي مرکزها، ورأيت أن أوسط من وصفه هو سيدنا المدني الشيرازي في سلافة العصر ص 315 قال: منار العلم السامي، وملتزم کعبة الفضل ورکنها الشامي. ومشکاة الفضائل ومصباحها، المنبر به مساؤها وصباحها. خاتمة أئمة العربية شرفا عربا، والمرهف من کهام الکلام شبا وغربا. أماط عن المشکلات نقابها، وذلل

[صفحه 287]

صعابها وملک رقابها. وحل للعقول عقالها، وأوضح للفهوم قيلها وقالها. فتدفق بحر فوائده وفاض، وملا بفرائده الوطاب والوفاض. وألف بتآليفه شتات الفنون، وصنف بتصانيفه الدر المکنون. إلي زهد فاق به خشوعا وإخباتا، ووقار لا توازيه الرواسي ثباتا. وتأله ليس لابن أدهم غرره وأوضاحه، وتقدس ليس للسري سره وايضاحه. وهو شيخ شيوخنا الذي عادت علينا برکات أنفاسه، واستضأنا بواسطة من ضيا نبراسه. وکان قد انتقل من الشام إلي بلاد العجم، وقطن بها إلي أن وفد عليه المنون وهجم. فتوفي بها في شهر ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وألف.

وترجم له شيخنا الحر العاملي في (أمل الآمل)[2] وأثني عليه بقوله: کان عالما فاضلا أريبا ماهرا محققا مدققا شاعرا أديبا منشيا حافظا أعرف اهل عصره بالعلوم العربية. قرأ علي السيد نور الدين علي بن علي بن ابي الحسن الموسوي العاملي في مکة جملة من کتب الخاصة والعامة له کتب کثير الفوايد.

وأطراه شيخنا العلامة المجلسي في (بحار الانوار)[3] بکلمة سيدنا صاحب السلافة المذکورة. وعقود جمل الثناء عليه منضدة في صفحات المعاجم وکتب التراجم حتي اليوم، وقد فصلنا القول في ترجمته في کتابنا (شهداء الفضيلة) ص 118 وذکرنا هنالک في ص 160: ان المترجم له قرأ عليه الشيخ علي زين الدين حفيد الشهيد الثاني، ويروي عنه السيد هاشم الاحسائي کما في (المستدرک) 3 ص 406.


صفحه 287.








  1. نسبة إلي آل حرفوش المنسوبين إلي جدهم الاعلي الامير حرفوش الخزاعي الذي عقدت له راية بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة الجراح علي بعلبک. أصلهم من خزاعة العراق. راجع اعيان الشيعة 448: 5.
  2. المطبوع في آخر منهج المقال ص 452.
  3. ج 25 ص 124.