ادب الشيخ البهائي الرائق
يا کراما صبرنا عنهم محال إن أتي من حيکم ريح الشمال حبذا ريح سري من ذي سلم أذهب الاحزان عنا والالم يا أخلائي بحزوي والعقيق! هل لمشتاق إليکم من طريق لا تلوموني علي فرط الضجر فات مطلوبي ومحبوبي هجر من رأي وجدي لسکان الحجون [صفحه 273] أيها اللوام ماذا تبتغون يا نزولا بين سلع والصفا! کان لي قلب حمول للجفا يا رعاک الله يا ريح الصبا! سل اهيل الحي في تلک الربا جيرة في هجرنا قد أسرفوا إن جفوا أو واصلوا أو أتلفوا هم کرام ما عليهم من مزيد مثل مقتول لدي المولي الحميد صاحب العصر الامام المنتظر حجة الله علي کل البشر من إليه الکون قد ألقي القياد إن تزل عن طوعه السبع الشداد شمس أوج المجد مصباح الظلام الامام بن الامام بن الامام فاق أهل الارض في عز وجاه لو ملوک الارض حلوا في ذراه [صفحه 274] ذو اقتدار إن يشأ قلب الطباع وارتدي الامکان برد الامتناع يا أمين الله يا شمس الهدي! عجلن عجل فقد طال المدي هاکها مولاي يا نعم المجير مدحة يعنو لمعناها جرير وله حينما يمم مشهد الامامين العسکريين بسر من رأي: أسرع السير أيها الحادي وإذا ما رأيت من کثب فالثم الارض خاضعا فلقد وإذا ما حللت ناديهم فاغضض الطرف خاضعا ولها وثورين حاطا بهذا الوري وهم تحت هذا ومن فوق ذا نظم بهذين البيتين ما في شعرالحکيم عمر الخيام[2] من قوله بالفارسية: يک گاو در آسمان ونامش پروين چشم خردت گشاي چون أهل يقين وله مما کتب إلي والده سنة 989 وهو في هراة: يا ساکني أرض الهراة!أما کفي عودوا فربع صبري قد عفا [صفحه 275] خيالکم في بالي إن أقبلت من نحوکم ريح الصبا وإليکم قلب المتيم قد صبا والقلب ليس بخالي ربع الحمي من مربع لم انسه يوم الفراق مودعي والصب ليس بسال وذکر الخفاجي في ريحانة الالباء من رباعياته قوله: أغتص بريقتي کحسي الحاسي إن مت وجمرة الهوي في کبدي وقوله: کم بت من المسا إلي لاشراق والهم منادمي ونقلي سهري وقوله: لا تبک معاشرا نأي أو ألفا بالمهلة أو تعاقب نتبعهم وقوله: من أربعة وعشرة أمدادي في طيبة والغري وسامراء وقوله: للشوق إلي طيبة جفني باکي أستنکف إن مشيت في روضتها وقوله: هذا النبأ العظيم ما فيه کلام من يمم بابه ينل مطلبه [صفحه 276] وقوله: هذا حرم بفضله العقل أقر کل منهم يقول: يا زائر وقوله: يا ريح إذا أتيت دار الاحباب إن هم سألوا عن البهاءي فقل: وقوله: يا ريح أقص قصة الشوق إليک قبل عني ضريح مولاي وقل: وقوله: أهوي رشأ عرضني للبلوي کم جئت لاشتکي فمذ أبصرني وقوله: يا غائب عن عيني لا عن بالي أيام نواک لا تسل کيف مضت في السلافة هکذا: يابدر دجي خياله في بالي أيام نواک لا تسل کيف مضت وذکر له السيد في السلافة قوله: يابدر دجي بوصله أحياني بالله عليک عجلن سفک دمي وقوله: لما نظر الجسم نحيفا نهکا وارتاح وقال لي أما: قلت لکا [صفحه 277] وقوله: يابدر دجي فراقه الجسم أذاب بالله عليک أي شئ قالت وذکر له السيد العطار قدس سره في (الرائق) قوله يمدح به النبي الاعظم صلي الله عليه وآله إليک جميع الکائنات تشير وإنک من نور الاله مکون وروحک روح القدس فيها منزل وشخصک قطب الکائنات فسرها نزلت من الله العزيز بمنزل وذکر له السيد المدني في السلافة قوله: خلياني ولوعتي وغرامي قد دعاني الهوي فلباه لبي إن من ذاق نشوة الحب يوما خامرت خمرة المحبة عقلي فعلي الحلم والوقار صلاة هل سبيل إلي وقوف بوادي أيها السائر الملح إذا ما وتجاوز عن ذي المجاز وعرج وإذا ما بلغت حزوي فبلغ وانشدن قلبي المعني لديهم وإذا ما رقوا لحالي فسلهم يا نزولا بذي الاراک إلي کم ما سرت نسمة ولا ناح في الدوح أين أيامنا بشرقي نجد؟ حيث غصن الشباب غض وروض [صفحه 278] وزماني مساعد وأيادي اللهو أيها المرتقي ذري المجد فردا يا حليف الندي الذي جمعت فيه نلت في ذروة الفخار محلا نسب طاهر ومجد أثيل قد قرنا مقالکم بمقال ونظمنا الحصي مع الدر في سمط لم أکن مقدما علي ذا ولکن عمرک الله يا ندمي انشد وله وقد رأي النبي صلي الله عليه وآله في منامه قوله: وليلة کان بها طالعي قصر طيب الوصل من عمرها واتصل الفجر بها بالعشا إذ أخذت عيني في نومها فزرته في الليل مستعطفا وأشتکي ما أنا فيه البلي فأظهر العطف علي عبده فيالها من ليلة نلت في أمست خفيفات مطايا الرجا سقيت في ظلمائها خمرة وابتهج القلب بأهل الحمي ونلت مانلت علي أنني ولشيخنا البهائي في مدح الکاظمية مشهد الامامين الکاظم وحفيده الجواد عليهماالسلام قوله: أيا قاصد الزوراء! عرج [صفحه 279] ونعليک اخلعن واسجد خضوعا فتحتهما لعمرک نار موسي ومن شعره رائيته المشهورة في الامام المنتظر صلوات الله عليه تناهز 49 بيتا شرحها العلامة المرحوم الشيخ جعفر النقدي بکتابه الموسوم ب د (منن الرحمان) في مجلدين طبع في النجف الاشرف سنة 1344 ومستهل القصيدة: سري البرق من نجد فهيج تذکاري هذه القصيدة المهدوية جاراها جمع من الاعلام الشعراء منهم: العلامة الامير السيد علي بن خلف المشعشعي الحويزي بقصيدة مهدوية مطلعها: هي الدارما بين العذيب وذي قار ومنهم: العلامة الشيخ جعفر بن محمد الخطي معاصر شيخنا المترجم له اجتمع معه في اصفهان فأنشده الشيخ رائيته وطلب منه معارضتها وأجل مدة فاستأجل ثلثا ثم لم يقبل لنفسه إلا في المجلس فارتجل قصيدة أولها: هي الدار تستسقيک مد معک الجاري وهي مذکورة بتمامها في الجزء الثاني من (الرائق) للعلامة السيد أحمد العطار وذکرها الشيخ جعفر النقدي في (منن الرحمان) ج 41:1. ومنهم: الشاعر الفاضل علي بن زيدان العاملي المتوفي 1260 بمعرکة وله عقب هنالک جاري قصيدة شيخنا البهائي بقصيدة أولها: حنانيک هل في وقفة ايها الساري لفت نظر قد يعزي في غير واحد من معاجم الادب[4] إلي شيخنا البهائي: لا يغرنک من المرء أو إزار فوق کعب إلساق أو جبين لاح فيه ولدي الدرهم فانظر [صفحه 280] وهذا العز ولا يتم وإنما الابيات لبعض الشعراء المتقدمين ذکرها الغزالي المتوفي قبل ولادة شيخنا البهائي بأربعمائة وسبع وأربعين سنة في (إحياء العلوم) 73:2. وذکر السيد في السلافة لشيخنا البهائي: بالذي ألهم تعذيبي ما الذي قالته عيناک وهما من أبيات للصوري السابق ذکره، وقد نسبهما البهائي نفسه إلي الصنوبري، راجع ما أسلفناه في ج 229:4 ط 2. ولادته ذکر شيخنا البحراني في (لؤلؤة البحرين) ص 20، والشيخ ميرزا حيدر علي الاصبهاني في إجازته الکبيرة، وغير واحد من أصحابنا: انه ولد ببعلبک غروب يوم الخميس لثلث عشر بقين من شهر المحرم سنة 953، وقال سيدنا المدني في (سلافة العصر): مولده بعلبک عند غروب الشمس يوم الاربعاء لثلث عشر بقين من ذي الحجة سنة 953، وحکاه عنه المحبي في (خلاصة الاثر) ، لکن المعتمد عليه في تاريخ ولادته ما وجده صاحب (رياض العلماء) من المنقول عن خط والده المقدس الشيخ حسين من کتاب له ذکره في ترجمته وفيه ما نصه: ولدت المولودة الميمونة بنتي ليلة الاثنين ثالث شهر صفر سنة خمسين وتسعمائة، وأخوها أبوالفضايل محمد بهاء الدين أصلحه الله وأرشده عند غروب الشمس يوم الابعاء سابع عشرين ذي الحجة سنة ثلث وخمسين و تسعمائة. وفاته قال السيدان صاحبا (السلافة) و (الروضة البهية) والشيخ صاحب الحدايق في (لؤلؤة البحرين): انه توفي لاثنتي عشرة خلون من شوال 1031 وقيل 1030 و عن العلامة المجلسي الاول المتوفي سنة 1070 في (شرح الفقيه): أنه مات في شوال سنة 1030. ويقويه ما في (أمل الآمل): قد سمعنا من المشايخ انه مات سنة 1030، فکأن القول بوفاته سنة 1030 کان هو المعتمد عليه عند المشايخ، وأرخها بثلاثين تلميذه العلامة الشيخ هاشم الاتکاني في ظهر اثني عشريات استاذه المترجم له قرأها عليه [صفحه 281] سنة 1030 واجاز له استاذه في شهر رجب وکتب اجازته عليه، وقال صاحب (مفتاح التواريخ) ما معناه: إنه توفي يوم الثلثا 12 شوال سنة 1030. توفي باصبهان ونقل جسمانه قبل الدفن إلي مشهد الرضا عملا بوصيته ودفن بها في داره قريبا من الحضرة المشرفة، وقدا تيحت لي زيارته سنة 1348، رثاه تلميذه العلامة الشيخ إبراهيم العاملي البازروني بقوله: شيخ الانام بهاء الدين لابرحت مولي به اتضحت سبل الهدي وغدا والمجد أقسم لا تبدو نواجده والعلم قد درست آياته وعفت کم بکر فکر غدت للکون فاقدة کم خر لما قضي للعلم طود علا وکم بکته محاريب المساجد إذ فاق الکرام ولم تبرح سجيته جل الذي اختار في طوس له جدثا الثامن الضامن الجنات أجمعها
کان المترجم له شيخنا (البهائي) رحمه الله علي توغله في العلوم، وأنظاره العميقه فيها، غير تارک لمحاولة الادب، ونضد القريض باللغتين: العربية والفارسية، وانک تجد کثيرا من شعره مبثوثا في المعاجم ومن ذلک قوله:
إن حالي بعدکم في شر حال
صرت لا أدري يميني من شمال
عن ربا نجد وسلع والعلم
والاماني أدرکت والهم زال
لا يطيق الهجر قلبي لا يطيق
أم سددتم عنه أبواب الوصال؟!
ليس قلبي من حديد أو حجر
والحشا في کل آن باشتعال
قال: ما هذي هوي هذا جنون
قلبي المضني وعقلي ذو اعتقال؟
يا کرام الحي يا أهل الوفا!
ضاع مني بين هاتيک التلال
إن تجز يوما علي وادي قبا
هجرهم هذا دلال أم ملال؟
حالنا من بعدهم لا يوصف
حبهم في القلب باق لا يزال
من يمت في حبهم يمضي شهيد
أحمدي الخلق محمود الفعال
من بما يأباه لا يجري القدر
خير أهل الارض في کل الخصال
مجريا أحکامه فيما أراد
خر منها کل سامي السمک عال
صفوة الرحمان من بين الانام
قطب أفلاک المعالي والکمال
وارتقي في المجد أعلي مرتقاه
کان أعلي صفهم صف النعال
صير الاضلام طبعا للشعاع
قدرة موهوبة من ذي الجلال
يا إمام الخلق يا بحر الندي!
واضمحل الدين واستولي الضلال
من مواليک البهائي الفقير
نظمها يزري علي عقد اللآل
إن قلبي إلي الحمي صادي
مشهد العسکري والهادي
نلت والله خير اسعاد
يا سقاه الاله من نادي
واخلع النعل انه الوادي[1] .
فثور الثريا ونو الثري
حمير مسرجة في قري
يک گاو دگر نهفته در زير زمين
زير وزبر دو گاو مشتي خربين
هذا الفراق؟ بلي وحق المصطفي
والجفن من بعد التباعد ما عفا
والقلب في بلبال
قلنا لها: أهلا وسهلا مرحبا
وفراقکم للروح منه قد سبا
من حب ذات الخال يا حبذا
فغزاله شب الغضي في اضلعي
بمدامع تجري وقلب موجع
عن ثغره السلسال
إذ أذکره وهو لعهدي ناسي
فالويل إذا لساکني الارماس
من فرقتکم ومطربي أشواقي
والد مع مدامتي وجفني الساقي؟
القوم مضوا ونحن نأتي خلفا
کالعطف بثم او کعطف بالفا
في ست بقاع سکنوا يا حادي
في طوس وکربلا وفي بغداد
لو صار مقامي فلک الافلاک
فالمشي علي أجنحة الاملاک
هذا لملائک السماوات إمام
من طاف به فهو علي النار حرام
فيه لملائک السماوات مقر
أبشر فلقد نجوت من نار سقر
قبل عني تراب تلک الاعتاب
قد ذاب من الشوق اليکم قد ذاب
إن جئت إلي طوس[3] فبالله عليک
قد مات بهاءيک من الشوق اليک
ما عنه لقلبي المعني سلوي
من لذتقربه نسيت الشکوي
القرب إليک منتهي آمالي
والله مضت بأسواء الاحوال
مذ فارقني وزاد في بلبالي
والله مضت بأسوء الاحوال
إذ زار وکم بهجره أفناني؟
لا طاقة لي بليلة الهجران
من فرقته رق لضعفي وبکي
ما يمکنک الفراق ما يمکنکا؟
قدود عني فغاب صبري إذ غاب
عيناک لقلبي المعني فأجاب؟
بانک هاد منذر وبشير
علي کل نور من جلالک نور
وقلبک في قلب الوجود ضمير
علي سره في العالمين تدير
يسير إليه الطرف وهو حسير
يا خليلي واذهبا بسلامي
فدعاني ولا تطيلا ملامي
لا يبالي بکثرة اللوام
وجرت في مفاصلي وعظامي
وعلي العقل ألف ألف سلام
الجزع يا صاحبي أو إلمام؟
جئت نجدا فعج بوادي الخزام
عادلا عن يمين ذاک المقام
جيرة الحي يا اخي سلامي
فلقد ضاع بين تلک الخيام
أن يمنوا ولو بطيف منام
تنقضي في فراقکم أعوامي؟
حمام إلا وحان حمامي
يا رعاها الاله من أيام
العيش قد طرزته أيدي الغمام
نحو المني تجر زمامي
والمرجي للفادحات العظام!
مزايا تفرقت في الانام!
عسر المرتقي عزيز المرام
وفخار عال وفضل سام
وشفعنا کلامکم بکلام
وقلنا: العبير مثل الرغام
کان طوعا لامرکم اقدامي
جارتي کيف تحسنين ملامي؟
في ذروة السعد وأوج الکمال
فلم تکن إلا کحل العقال
وهکذا عمر ليالي الوصال
وانتبه الطالع بعد الوبال
أفديه بالنفس وأهلي ومال
وما الاقي اليوم من سوء حال
بمنطق يزري بنظم اللآل
ظلامها ما لم يکن في خيال؟
بها وأضحت بالعطايا ثقال
صافية صرفا طهورا حلال
وقرت العين بذاک الجمال
ما کنت استوجب ذاک النوال
علي الغربي من تلک المغاني
إذا لاحت لديک القبتان
ونور محمد متقارنان
وأجج في أحشائنا لاهب النار
عنت غير سحم ما ثلاث وأحجار
فسقيا فخير الدمع ما کان للدار
علي الدار في حکم الصبابة من عار؟
قميص رقعه
منه رفعه
أثر قد قلعه
غيه أو ورعه
ثناياک العذايا
لقلبي فأجابا؟
سحائب العفو ينشيها له الباري
لفقده الدين في ثوب من القار
حزنا وشق عليه فضل أطمار
عنه رسوم أحاديث وأخبار
ما دنستها الوري يوما بأنظار؟
ما کنت أحسبه يوما بمنهار؟
کانت تضيئ دجي منه بأنوار؟
إطعام ذي سغب مع کسوة العاري
في ظل حامي حماها نجل أطهار
يوم القيامة من جود لزوار
صفحه 273، 274، 275، 276، 277، 278، 279، 280، 281.