غديرية ضياء الدين الهادي و ما يتبعها











غديرية ضياء الدين الهادي و ما يتبعها



المولود 758، المتوفي 822


الحمد لله باري الروح والنسم
وخالق الخلق والمختص بالقدم


ثم الصلاة علي أعلي الوري شرفا
وأکرم الناس من عرب ومن عجم


محمد المصطفي المختار من مضر
وخاتم الرسل والمحمود في الشيم


دع ما يقول النصاري في نبيهم
من الغلو وقل ما شئت واحتکم


وبعد: فالعلم منجاة لصاحبه
فاشدد بعروته کفيک واعتصم


وأفضل العلم عند العارفين به
علم الکلام لما فيه من الحکم


علم أناف علي کل العلوم له
فضل التقدم فارغب فيه واغتنم


عليک بالنظر الفکري فهو طريق
العلم بالله فانظر ثم واستقم


ومن هنا استرسل شاعرنا الهادي في مباحث علم الکلام، وأدلي ما عنده من الحجج في مسائل، ومما أفاضه في باب الامامة قوله:


هذا ومذهبنا ان الامام عقيب
المصطفي حيدر الابطال والبهم


أعني عليا أميرالمؤمنين ومن
بالعطف خص من الرحمان ذي القسم


ألله أنزل آيات مبارکة
في فضله عدها لي غير منتظم


وقال فيه رسول الله سيدنا
يوم (الغدير) بخم يوم حجهم


من کنت مولاه أي أولي به فعلي
أولي به وهو مولاهم بکلهم

[صفحه 198]

قام النبي خطيبا في معسکره
بهذه الخطبة الغرا لجمعهم


وشال ضبعا کريما من أبي حسن
في يوم حر شديد اللفح مضطرم


کي لا يقال: بأن النص مکتتم
ما کان إلا صريحا غير مکتتم


فهو الخليفة بعد المصطفي وله
فضل التقدم لم يسجد إلي صنم


وکان سابقهم في کل مکرمة
وکان في کل حرب ثابت القدم


وکان أول من صلي لقبلتهم
وأعلم الناس بالقرآن والحکم


وکان أقربهم قربي وأفضلهم
رغبي وأضربهم بالسيف في القمم


وکان أشرفهم هما وأرفعهم
في همه فهو عالي الهم والهمم


وکان أعبدهم ليلا وأکثرهم
صوما إذا الفاجر المسکين لم يصم


وکان أفصحهم قولا وأبلغهم
نطقا وأعدلهم حکما لمحتکم


وکان أحسنهم وجها وأوسعهم
صدرا وأطهرهم کفا لمسلتم


وکان أغزرهم جودا وأدونهم
مالا فطال علي الاطواد والادم


فکيف تقدمه من لا يماثله
في العلم والحلم والاخلاق والشيم


وفي الشجاعة والفضل العظيم وفي التدبير
والورع المشهور والکرم


ما يتبع الشعر

وقفنا علي نسخة مخطوطة من هذه المنظومة في طهران عاصمة البلاد الفارسية ومعقد لوائها الملکي، وهي تحتوي علي سبعة ومأتين بيتا نظم بها الخلاصة، للشيخ حسن الرصاص، کتبت في 25 صفر عام ألف وإثنين وستين، وعليها خط العلامة السيد محمد بن اسماعيل اليماني الصنعاني الحسيني المتوفي 1182، وهو أحد شعراء الغدير يأتي ذکره إنشاء الله تعالي.

[صفحه 199]


صفحه 198، 199.