غديرية ضياء الدين الهادي و ما يتبعها
الحمد لله باري الروح والنسم ثم الصلاة علي أعلي الوري شرفا محمد المصطفي المختار من مضر دع ما يقول النصاري في نبيهم وبعد: فالعلم منجاة لصاحبه وأفضل العلم عند العارفين به علم أناف علي کل العلوم له عليک بالنظر الفکري فهو طريق ومن هنا استرسل شاعرنا الهادي في مباحث علم الکلام، وأدلي ما عنده من الحجج في مسائل، ومما أفاضه في باب الامامة قوله: هذا ومذهبنا ان الامام عقيب أعني عليا أميرالمؤمنين ومن ألله أنزل آيات مبارکة وقال فيه رسول الله سيدنا من کنت مولاه أي أولي به فعلي [صفحه 198] قام النبي خطيبا في معسکره وشال ضبعا کريما من أبي حسن کي لا يقال: بأن النص مکتتم فهو الخليفة بعد المصطفي وله وکان سابقهم في کل مکرمة وکان أول من صلي لقبلتهم وکان أقربهم قربي وأفضلهم وکان أشرفهم هما وأرفعهم وکان أعبدهم ليلا وأکثرهم وکان أفصحهم قولا وأبلغهم وکان أحسنهم وجها وأوسعهم وکان أغزرهم جودا وأدونهم فکيف تقدمه من لا يماثله وفي الشجاعة والفضل العظيم وفي التدبير ما يتبع الشعر وقفنا علي نسخة مخطوطة من هذه المنظومة في طهران عاصمة البلاد الفارسية ومعقد لوائها الملکي، وهي تحتوي علي سبعة ومأتين بيتا نظم بها الخلاصة، للشيخ حسن الرصاص، کتبت في 25 صفر عام ألف وإثنين وستين، وعليها خط العلامة السيد محمد بن اسماعيل اليماني الصنعاني الحسيني المتوفي 1182، وهو أحد شعراء الغدير يأتي ذکره إنشاء الله تعالي. [صفحه 199]
المولود 758، المتوفي 822
وخالق الخلق والمختص بالقدم
وأکرم الناس من عرب ومن عجم
وخاتم الرسل والمحمود في الشيم
من الغلو وقل ما شئت واحتکم
فاشدد بعروته کفيک واعتصم
علم الکلام لما فيه من الحکم
فضل التقدم فارغب فيه واغتنم
العلم بالله فانظر ثم واستقم
المصطفي حيدر الابطال والبهم
بالعطف خص من الرحمان ذي القسم
في فضله عدها لي غير منتظم
يوم (الغدير) بخم يوم حجهم
أولي به وهو مولاهم بکلهم
بهذه الخطبة الغرا لجمعهم
في يوم حر شديد اللفح مضطرم
ما کان إلا صريحا غير مکتتم
فضل التقدم لم يسجد إلي صنم
وکان في کل حرب ثابت القدم
وأعلم الناس بالقرآن والحکم
رغبي وأضربهم بالسيف في القمم
في همه فهو عالي الهم والهمم
صوما إذا الفاجر المسکين لم يصم
نطقا وأعدلهم حکما لمحتکم
صدرا وأطهرهم کفا لمسلتم
مالا فطال علي الاطواد والادم
في العلم والحلم والاخلاق والشيم
والورع المشهور والکرم
صفحه 198، 199.