السروي يطير ويرسم للفأر











السروي يطير ويرسم للفأر



قال ابن العماد في شذرات الذهب 187:8: توفي شمس الدين محمد السروي الشهير بابن الحمائل سنة 932، وکان کثير الطيران من بلد لآخر، وکان يغلب عليه الحال ليلا، فيتکلم بألسنة غير عربية من عجم وهند ونوبة وغيرها. إلي أن قال:

ومن کراماته: انه شکي له أهل بلد کبير الفأر في مقات البطيخ فقال لرجل: ناد في الغيط: رسم لکم محمد بن أبي الحمائل أن ترحلوا، فلم يبق فيها فأر، فسألة أهل

[صفحه 192]

بلد آخر في ذلک فقال: الاصل الاذن ولم يفعل.

قال الاميني: تصک الآذان مکرمة الطيران من بلد إلي آخر، ولم تجدها في الامم السالفة حتي في معاجز الانبياء، مرحبا بامة محمد صلي الله عليه وآله يوجد فيها من يطير بلا جناح موهوب لجعفر بن أبي طالب عليهماالسلام الذي يطير به في الجنة، أو يتجول به في ذلک العالم اللطيف، ولابدع إذ الامة للرقي والتقدم، ويوم جعفر غير يوم أبي الحمائل، واکتشافات القرن العشرين غير القرون الاولي وعصور الامم الغابرة.

ومن غلبة الحال علي أهل الحال ليلا يتأتي التوسع في اللغات، ويمکن للرجل التکلم بأي لغة، إذا الليل له شأن من الشأن، ولغاتها غير لغات النهار، وهناک جزر ومد، ولف ونشر علي قسميه: مرتبا ومشوشا، نعوذ بالله من هذيان الليل، وسفه النهار.

ولو کان في تلک البلدة لفيف من الهر لاحتمل تصديق هجرة الفئران، ولاغنوا الناس عن معجزة السروي، لکن کفيت الهررة القتال بابن الحمائل، فمرحبا به وبرسمه.


صفحه 192.