ابوالمعالي يحيي ويميت
وقال: مر في الشام بغلام ذباح ذبح شاة ووضع السکين في فيه وکان الغلام علي طائفة من الحسن والجمال فلما رآه وقف عنده والشاة تختبط مذبوحة وقد قرب خروج روحها فقال للذباح: يا واضع السکين بعد ذبيحه ضعها بجرح الذبح ثاني مرة فأشار إلي الذباح اتباع سيدنا السيد السراج قدس سره بإعادة السکين إلي الجرح، فأعادها، فانتفضت الشاة سليمة لا جراحة فيها ولا ذبح بإذن الله. وقال: ومما حدثنا به الجم الغفير من الثقات أن رجلا ممن ينتمي إلي السيادة ببلدة هيت اسمه کبش اشتهرت به في هيت خرقة الطريقة القادرية، وکان من الادب مع أهل الله بمعزل، فکان کثيرا ما يسئ فقراء الطرق السائرة وبالخاصة الاحمدية[1] فعاتبه بالواسطة سيدنا السيد سراج الدين ونصحه فأغلظ الجواب فکتب له السيد السراج کتابا وأرسله مع جماعة من أهل هيت کتب فيه مصرحا بغوثية عصره ما هو بحروفه: [صفحه 188] لله في هذا الوري خاتم في نوعه من سره حالة يفيض من فيض إله الوري وإن طغا بالکبش لحم الکلا فلما وصله الکتاب ضحک وقرأه لاصحابه علنا فلما قرأ البيت الاخير وأتمه سقط في الحال ميتا. قال الاميني: کلام شعري حسن، والشعراء يتبعهم الغاون، ألم تر أنهم في کل واد يهيمون؟ انهم يقولون ما لا يفعلون، کبرت کلمة تخرج من أفواهم إن يقولون إلا کذبا.
قال الامام أبومحمد ضياء الدين الوتري في (روضة الناظرين) ص 112 في ترجمة السيد محمد أبي المعالي سراج الدين الرفاعي المتوفي 885: انه مس بيده المبارکة ظهر رجل أحدب فقوم الله تعالي إحديدابه، وصار علي أحسن تقويم کأن لم يکن به إحد يداب قبل ذلک أبدا.
في فيه يسقيها رحيق لهاته
وأنا الضمين له برد حياته
تجري المقادير علي نقشه
تستنزل الجبار عن عرشه
وبطشه يظهر من بطشه
يدخل رأس الکبش في کرشه
صفحه 188.