شيخ يأكل بقرة











شيخ يأکل بقرة



قال المناوي في طبقاته في ترجمة ابراهيم بن عبد ربه المتوفي 878: أخذ عن الشيخ محمد الغمري، والشيخ مدين، قال: دخل مرة بيت الشيخ مدين في مولده فأکل طعام المولد کله. وأکل مرة لحم بقرة کاملة ثم طوي بعدها سنة، و من کراماته ما حکاه الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري انه قال له: بعدک نسائل في مهماتنا من؟ قال: من بينه وبين أخيه ذراع من تراب، فاسألني اجيبک، فمرضت بنته فالتمسوا لها بطيخة فما وجدت فجاء إلي قبره وقال: الوعد ثم رجع بعد العشاء فوجد في سلم بيته بطيخة لم يعلم من أين جاءت. شذرات الذهب 323:7.

قال الاميني:


وصاحب لي بطنه کالهاويه
کأن في أحشاءه معاويه


أنا في حيرة بين محالات ثلاث: أکل الشيخ البقرة کاملة، وانطوائه علي الجوع سنة، وإعطائه البطيخ وهو تحت أطباق الثري، ولعله کان بينه وبين إبن أبي سفيان آصرة رحم فأتاه ناموس الوراثة عند أکل البقرة من هنالک، ولکني لا أدري من أين أتته الوراثة في الصبر علي الطوي سنة، ولم يکن يطيقه معاوية، ولا يطيقه أي انسان و إن أکل عشرات من البقرة، فانه يهلک قبل عشر من معشار هذه المدة، ولعلک تقول: إن من المحتمل إنه کان مصابا بدعوتين له وعليه فاجيبتا، وأکل الشيخ وصبر، لکن حديث البطيخة أنا لا أعرف منشأه ومبتداه کما أني أجهل خبره.