من كلامه في صفة العالم وأدب المتعلم











من کلامه في صفة العالم وأدب المتعلم



ما رواه الحارث الأعور قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: «من حقّ العالم أن لا يُکْثَر عليه السؤالُ ، ولا يُعْنَت في الجواب ، ولا يُلَحّ عليه إِذا کَسِل، ولا يؤْخَذ بثوبه إذا نَهَض، ولا يُشارَ إليه بيدٍ في حاجة، ولا يُفْشي له سرٌّ، ولا يُغْتاب عنده أحدٌ، ويُعَظَّم کما حَفِظَ أمرَ الله، ولا يَجْلسِ المتعلمُ أمامَه، ولا يَغْرَضُ[1] من طولِ صحبته، وِاذا جاءه طالبُ العلم وغيره فوجَدَه في جماعةٍ عَمَّهم بالسلام وخَصّه بالتحيّة، وليحفِظَه شاهداً وغائباً، وليَعْرِفَ له حَقَّه، فإِنّ العالم أعظمُ أجراً من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا ماتِ العالم ثلم في الإِسلام ثلمة لا يسدّها إلاّ

[صفحه 231]

خبّرتُکَ به، ولولا أنّ الّذي سألتَ عنه يَعسرُ برهانهُ لأخبرتُکَ به، ولکنْ آيةُ ذلکَ ما نبّأْتُ به عن لعنتِکَ وسَخْلِکَ الملعونِ» وکان ابنُه في ذلکَ الوقتِ صبيّاً صغيراً يَحبو[2] فلمّا کانَ من أمرِ الحسينِ عليهِ السّلامُ ما کانَ تولّي قَتْلَه، وکانَ الأمرُ کما قالَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ[3] .


صفحه 231.








  1. الغَرَض: الضجر والملال. «الصحاح- غرض- 3: 1093».
  2. اختلفت الروايات والمصادر في من تولي قتل الحسين عليه السلام هل کان شمر بن ذي الجوشن الضبايي، أو سنان بن أنس الأصبحي، فالسائل عن شعر رأسه ولحيته أبو احد هذين، وأما عمر بن سعد بن ابي وقاص فقيل انه ولد في عصر النبي صلي الله عليه وآله ، وعده ابن فتحون في الصحابة، وقيل ولد عام مات عمر بن الخطاب، ومهما کان لم يکن آنذاک صبياً يحبو.
  3. شرح ابن ابي الحديد 2: 286 و10: 14، وأخرج نحوه بسند آخر ابن قولويه في کامل الزيارة: 74، والصدوق في اماليه: 115 / 1، ومرسلاً ذکره الشريف الرضي في خصائص الأئمة عليهم السلام: 62، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44: 7/258.