من كلامه في الدُعاء إلي معرفته و بيان فضله











من کلامه في الدُعاء إلي معرفته و بيان فضله



ما رواه العلماء بالأخبار في خُطبةٍ ترکنا ذکرَ صدرِها إلي قوله: «والحمد للّه الذي هدانا من الضَلالة، وبصّرنا من العَمي، ومَنَّ علينا بالإسلام، وجَعَل فينا النُبوّة، وجعلنا النُجَباء، وجعل أفراطَنا أَفراط الأنبياء، وجعلنا خيرَ أُمّة أُخْرِجَتْ للناس، نأمُرُ بالمعروف، وتنهي عَنِ المنکر، ونعبدُ الله ولانُشْرِکُ به شيئاً، ولا نَتّخِذُ من دونِهِ وَليّاً، فنحن شهداءُ الله، والرسولُ شهيدٌ[1] علينا، نَشْفَعُ فنُشَفَّعُ فيمن شَفَعْنا له، وندعو فيستَجاب دعاؤنا ويُغْفَر لمن ندعو له ذنوبه، أخْلَصنا للهِّ فلم ندع من دونه وَليّاً.

أيّها الناس، تعاوَنوا علي البرّ والتقوي، ولا تَعاوَنُوا علي الاثم والعُدوان، واتّقوا الله إِنّ الله شديدُ العقاب.

أيّها الناسُ إنّي ابن عمِّ نبيّکم، وأولاکم بالله ورسوله، فاسالوني ثمّ اسالوني، فکانّکم بالعلم قد نَفِدَ، وإِنّه لا يَهلِک

[صفحه 230]

عالمٌ إِلاّ هَلَکَ معه بعضُ علمه، وِإنّما العلماء في الناس کالبَدْر في السماء، يَضِيء نورُه علي سائر الکواکب، خذوا من العلم ما بدا لکم، وِإيّاکم أن تطلبوه لخِصالٍ أربع: لتُباهوا به العُلَماء، أو تُماروا به السُفهاء، أو تراؤا به في المجالس، أو تَصرِفوا وجوه الناس إِليکم للترؤّس، لا يَستوي عندالله في العقوبة الذين يعلمون والذين لا يعلمون، نَفَعَنا اللهُ وِايّاکم بما عَلِمْنا، وجَعَلَه لوجْهِهِ خالِصاً إِنّه سميعٌ مجيبٌ»[2] .


صفحه 230.








  1. في هامش «ش»: شاهد.
  2. نقلها الديلمي في أعلام الدين: 94، والعلامة المجلسي في البحار 2: 31/ 19.