اختصما الرجلان في بقرة قتلت حمارا











اختصما الرجلان في بقرة قتلت حمارا



وجاءت الآثار أنَّ رجلين اختصما إِلي النبي صلّي الله عليه واله في بَقَرة قتلت حِماراً، فقال أحدُهما: يا رسول الله، بقرةُ هذا الرجل قتلَتْ حماري. فقال رسولُ الله عليه وآله السلام: «اِذهبا إِلي أبي بکبر فاسألاه عن ذلک» فجاءا الي أبي بکرٍ وقَصّاعليه قصَّتهما، فقال: کيف ترکتما رسولَ الله صلّي الله عليه واله وجئتُماني؟ قالا: هوأمَرَنا بذلک، فقال لهما: بَهيمةٌ قتلت بَهيمةً، لاشيء علي رَبّها.

فعادا إِلي النبيّ صلّي اللّه عليه وآله فأخبراه بذلک فقال لهما: «امضِيا

[صفحه 198]

إلي عُمَر بن الخَطّاب وقصّا عليه قِصّتَکما واسألاه القضاءَ في ذلک» فذهبا إليه وقَصّا عليه قِصَّتهما، فقال لهما: کيف ترکتُما رسولَ اللّه صلّي اللّه عليه وآله وجئتماني؟ قالا: هو أَمَرَنا بذلک، قال: فکيف لم يأَمُرْکما بالمصير إِلي أبي بکر؟ قالا: قد أَمَرَنا بذلک فصِرْنا إِليه. فقال: ما الذي قال لکما في هذه القضية[1] ؟ قالا له: کيت وکيت، قال: ما أَري فيها إلاّ ما رأي أبو بکر.

فعادا إِلي النبي صلّي اللّهُ عليهِ وآلهِ فخَبَّراه الخبرَ، فقال: «إذهَبا إِلي علي ابن أبي طالب عليه السلام ليقضِيَ بينکما» فذهبا إِليه فقصّا عليه قِصّتَهما، فقال عليه السلام: «إن کانت البقرةُ دخلت علي الحمارفي مأمنه، فعلي ربها قيمةُ الحمار لصاحبه، وِان کان الحمارُ دخل علي البقرة في مأمنها فقتلته، فلا غُرْم علي صاحبها» فعادا إِلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله فأخبراه بقضيّته بينهما، فقال عليه وآله السلام: «لقد قض عليُّ بن أبي طالب بينکما بقضاء الله عزّ اسمه، ثمّ قال: الحمدُ للّه الذي جَعَل فينا-أهلَ البيت- من يَقضي علي سنَن داود في القضاء»[2] .

وقد روي بعضُ العامة أنَّ هذه القضية کانت من أميرالمؤمنين عليه السلام بين الرجلين باليمن، وروي بعضُهم حسبَ ما قدّمناه، وأمثالُ ذلک کثيرة، وإنّما الغرضُ في ايراد موجَزٍ منه علي الاختصار.

[صفحه 199]


صفحه 198، 199.








  1. في «م» وهامش «ش»: القصة.
  2. روي باختلاف يسير في الکافي 7: 352 / 7، مناقب آل أبي طالب 2: 354، وباختلاف في ألفاظه في تهذيب الأحکام 10: 229 / 34، وفضائل شاذان: 167، ونقله العلامة المجلسي في البحار 104: 2/400.