محاولة ابي سفيان اثارة الفتنة بين المسلمين











محاولة ابي سفيان اثارة الفتنة بين المسلمين



وقد کان أبوسفيان جاء إلي باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وعليٌّ والعباسُ مُتَوفَران علي النظر في أمره فنادي:


بني هاشم لاتُطمِعوا الناسَ فيکمُ
ولا سيّما تَيْمُ بن مُرّة أو عَدِيّ


فما الاّمرُإلاّ فيکمُ وإليکمُ
وليس لها إلاّ أبوحسنٍ علي


أبا حَسَنٍ فاشدُدْ بها کفَّ حازمٍ
فإنّکَ بالأمر الذي يُرْتَجي مَليّ


ثمّ نادي بأعلي صوته: يا بني هاشم، يا بني عبد مَناف، أرَضِيتم أن يليَ عليکم أبو فَصِيْل الرَذْل بن الرَذْل، أما واللّه لئن شئِتم لأمْلأنّها خَيْلاًَ ورجلاً. فناداه أميرالمؤمنين عليه السلام: «اِرجِع يا با سُفيان،فواللّه ما تريد اللّه بما تقول، وما زلتَ تَکيد الإسلامَ وأهلَه، ونحن مَشاغيلٌ برسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله، وعلي کلّ امريءٍ ما اکتسب وهو وليُّ ما احتقب» فانصرف أبو سفيان إلي المسجد فوجد بني اُميّةَ مجتمعين فيه فحرَّضَهم علي الأمرفلم يَنْهَضوا له. وکانت فتنةٌ عمّت وبليّة شملت وأسباب سوء اتّفقت، تمکّن بها

[صفحه 191]

الشيطانُ وتعاون فيها أهلُ الإفک والعًدوان، فتخاذل في إنکارها أهلُ الإيمان، وکان ذلک تأويلُ قول اللّه عزّ اسمه: (وَاتَقوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّة)[1] .


صفحه 191.








  1. الأنفال 8: 25.