قرار الامام علي بدفن رسول الله في بيته











قرار الامام علي بدفن رسول الله في بيته



وکان المسلمون في المسجد يَخُوضون فيمن يَؤُمُّهم في الصلاة عليه وأين يُدْفَن؟! فخرج إليهم أميرُ المؤمنين عليه السلام فقال لهم: «إنَّ رسولَ اللّه صلّي اللّه عليه وآله إمامُنا حيّاً وميتاً، فيَدْخلُ إليه فوجٌ فوجٌ منکم فيُصَلّون عليه بغير إمام وينصرفون، وإنّ الله تعالي لم يَقْبِض نبيّاً في مکان إلاّ وقد ارتضاه لرمْسه فيه، وإنّي دافنه في حُجْرَته التي قُبِضَ فيها» فسَلَّم القومُ لذلک ورَضُوا به.

ولمّا صَلّي المسلمون عليه أنْفَذَ العبّاسَ بن عبد المطّلب برجل إلي أبي عبَيْدة بن الجَرّاح وکان يَحْفِرُ لأهل مکّة ويُضَرِّح[1] وکان ذلک عادةَ أهل مکّة، وأنفذ إلي زيد بن سَهْل وکان يَحْفِر لأهل المدينة ويَلْحَد، واستدعاهما وقال: «اللّهمّ خِرْ لنبيّک». فوجد أبو طَلْحة زيد ابن سَهل فقيل له: احتفر لرسول الله صلّي الله عليه وآله، فحفَر له لَحْداً، ودخل أميرً المؤمنين عليه السلام والعبّاسُ بن عبد المطّلب والفَضْلُ بن العبّاس واسامةُ بن زيد ليتولّوْا دفنَ رسول اللهذ1 صلّي اللّه عليه وآله فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي، إنّا نُذَکِّرکُ اللّهَ وحقَّنا اليوم من رسول اللّه صلّي الله عليه وآله أن يذهب، أدخِل منّا رجلاً يکون لنا به حظٌ من مُواراة رسول اللّه صلّي اللّه عليه واله. فقال: «ليَدْخُل أوْس بن خَوْلي» وکان بَدْرِيّاً فاضلاً من بني عَوْف من الخَزْرَج، فلمّا دخل قال له علي عليه السلام: «اِنزِل القبر» فنزل ووضع أميرُ المؤمنين عليه السلام رسولَ الله صلّي اللّه عليه وآله علي يديه ودَلاّه في

[صفحه 189]

حُفْرَته فلمّاحَصَل في الأرض قال له: «اُخْرُج» فخرج، ونزَل علي بن أبي طالب عليه السلام القبر فکشَف عن وجه رسول الله صلّي الله عليه وآله ووَضَع خَدَّه علي الأرض مُوَجَّهاً إلي القبلة علي يمينه، ثمّ وَضَعَ عليه اللبَن وهالَ عليه التراب.


صفحه 189.








  1. الضريح: الشق في وسط القبر، واللحد في الجانب «الصحاح ـ ضرح ـ 1: 386».