الاخبار الدالة علي موضع قبره











الاخبار الدالة علي موضع قبره



ما رواه عَبّاد بن يعقوب الرَواجِنّي قال: حَدَّثنا حِبان[1] بن علي العَنَزيّ قال: حَدَّثني موليً لِعليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: لما حَضَرَتْ أميرَ المؤمنين عليه السلام الوفاةُ قال للحسن والحسين عليهما السلام: إذا أنا متّ فاحملاني علي سريري، ثمّ أخْرِجاني واحمِلا مؤخّرَ السرير فإنّکما

[صفحه 24]

تُکفَيان مقدمَهُ، ثم ائتيا بي الغريّينْ[2] ، فإنّکما ستريان صخرةً بيضاء تَلْمَعُ نوراً، فاحتفِرا فيها فإنّکما تجدان فيها ساجَةً، فادفِناني فيها».

قال: فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمِل مؤَخّر السرير ونُکْفي مُقَدَّمهُ، وجعلنا نسمَع دَويّاً وحَفيفاً حتي أتينا الغَريّين، فإذا صخرة بيضاء (تَلمَع نوراً)[3] ، فاحتفرنا فإذا ساجَة مکتوب عليها: «مما أدخر نوحٌ لعليّ بن أبي طالب». فدفنّاه فيها، وانصرفنا ونحن مسرورون بإکرام الله لأميرالمؤمنين عليه السلام فلَحِقَنا قومٌ من الشيعة لم يَشْهَدوا الصلاة عليه، فاخبرناهم بما جَري وبإکرام الله أميرَ المؤمنين عليه السلام فقالوا: نُحبّ أن نُعايِن من أمره ما عاينتم. فقلنا لهم: إنّ الموضع قد عًفي أثرهُ بوصية منه عليه السلام، فمضوا وعادوا إلينا فقالوا أنّهم احتفروا فلم يجدوا شيئاُ[4] .

وروي محمّد بن عُمارة[5] قال: حَّثني أبي، عن جابر بن يزيد قال: سالت أبا جعفر محمَّد بنَ علي الباقر عليه السلام: أين دُفِنَ أميرُ المؤمنين

[صفحه 25]

عليه السلام؟ قال: «دُفِنَ بناحية[6] الغَرِيّنن ودُفِن قبلَ طلوع الفجر ودَخَل قبره الحسنُ والحسينُ ومحمّد بنو علي عليه السلام وعبداللّه بن جعفر رضي الله عن»[7] .

وروي يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن رجاله، قال: قيل للحسين[8] بن علي عليهما السلام: أين دَفْنتم أميرَ المؤمنين عليه السلام؟ فقال: «خَرَجنا به ليلاً علي مسجد الأشْعَث، حتّي خَرَجنا به إلي الظَهْر بجنب الغَرِيّ، فدفنّاه هناک»[9] .

وروي محمّد بن زَکَريّا قال: حدَّثنا عبيدالله بن محمّد بن عائشة[10] .

[صفحه 26]

قال: حدثني عبداللّه بن خازم[11] قال: خرجنا يوماً مع الرشيد من الکوفة نَتَصيّد، فصِرْنا إلي ناحية الغَرِيّين والثَويّة[12] ، فرأينا ظِباءً فأرسلنا عليها الصُقورة والکِلاب، فجاوَلتها[13] ساعةً ثمّ لَجَأتِ[14] الظِباء إلي أکمةٍ فسَقَطَتْ عليها فسَقَطَتِ الصُقورةُ ناحيةً ورَجَعتِ الکِلابُ، فعَجب[15] .

[صفحه 27]

الرشيد من ذلک، ثمّ إنّ الظِباء هَبطَتْ من َ الأکَمَةِ فهبَطَتْ الصُقورةُ والکِلابُ، فرَجَعطَ الظِباء إلي الأَکمة فتراجعتْ عنها الکلاب والصُقورة، ففعلت[16] ذلک ثَلاثا[17] ، فقال الرشيد: أًرْکُضُوا، فمن لقيتموه فأتوني به، فأتيناه بشيخ من بني أسَد، فقال له هارون: أخبرني ما هذه الأکمة؟ قال: إن جعلتَ لي الأمان أخبرتُک. قال: لک عهدُ اللّه وميثاقه ألاّ اهِيجَک ولا أؤذِيک. قال: حدّثني أبي عن آبائي أنّهم کانوا يقولون أنّ في هذه َ الأکَمَةِ قبرَعليّ بن أبي طالب عليه السلام،جعله[18] الله حَرَماً لا يأوِي إليه شيءٌ إلاّ أمِن. فنزل هارون فدعا بماء وتوضّأ وصلّي عند الاکمَة وتمرَّغَ عليها وجعل يَبْکي، ثمّ انصرفنا.

قال محمّد بن عائشة: فکأنَّ قلبي لم يقبل ذلک، فلمّا کان بعد ذلک حججتُ إلي مکة، فرأيتُ بها ياسراً رحّال[19] 4) الرشيد، فکان يجلس معنا إذا طُفنا، فجري الحديث إلي ان قال:

قال لي الرشيد ليلةً من الليالي، وقد قَدِمنا من مکةّ فنزلنا الکوفة: يا ياسر، قل لعيسي بن جعفرفليرکب، فرکبا جميعاً ورکبت معهما، حتي إذا صِرنا[20] إلي الغَرِيّن،فامّا عيسي فطرح نفسَه فنام، وأمّا الرشيد فجاء إلي أکمَةٍ فصلّي عندها، فکلّما صَلّي رکعتين دعا وبکي وتمرّغ

[صفحه 28]

علي الأکَمَةِ، ثم يقول: يا عمّ[21] أنا والله أعْرِف فضلَک وسابقتَک، وبک والله جلستُ مجلسي الذي (أنا فيه)[22] ، وأنت أنت، ولکنَّ ولدَک يؤذونني ويخرُجون عليّ. ثمّ يقوم فيُصلّي ثم يعيد هذا الکلام ويدعو ويبکي، حتّي إذا کان في وقت السحر قال لي: يا ياسر، أقِمْ عيسي، فأقمته فقال له: يا عيسي، قم صَلِّ عند قبر ابن عمّک. قال له: وأيًّ عُمومتي هذا؟ قال: هذا قبرُ عليّ بن أبي طالب، فتوضّأ عيسي وقام يُصلّي، فلم يَزالا کذلک حتّي طلع الفجر، فقلت: يا أميرالمؤمنين أدرکَک الصبحُ. فرکِبنا ورَجَعنا إلي الکوفة[23] .

[صفحه 29]


صفحه 24، 25، 26، 27، 28، 29.








  1. کذا في «ش» وهو أخومندل کما في هامش «ش»، وفي «م» بخطّ حديث: حيان، وفي «ح»: جيّان بن علي مولي لعلي بن أبي طالب وفيه سقط، ثم إنّ في ضبط اسمه خلافأ فقط ضبطه العلامة وابن داود بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الحاء «خلاصة الرجال: 64، 260، ايضاح الاشتباه: 97، رجال ابن داود:136 و 352» لکن الظاهر کونه حِبّان بالموحدة بعد الحاء المکسورة کما في غيرواحد من کتب الرجال من العامة. انظر: تبصير المنتبه: 278، تقريب التهذيب 1: 147، الجرح والتعديل 3: 0 27، المجروحين لابن حبّان 1: 261، الضعفاء للعقيلي 1: 293، سؤالات ابن الجنيد: 96، الضعفاء للنسائي: 89، الضعفاء للدارقطني: 301، الضعفاء الصغير للبخاري: 426، تاريخ بغداد 8: 255، ميزان الاعتدال 1: 449، تهذيب التهذيب 2: 173.
  2. الغريان: بناءان کالصومعتين بظاهر الکوفة بناهما المنذر بن امرئ القيس. «معجم البلدان 4: 198».
  3. في هامش «ش»: يلمع نورها.
  4. صدره في الخرائج والجرائح 1: 233 / ذيل الحديث 78، اعلام الوري: 202، فرحة الغري: 36، ونقله المجلسي في البحار 42: 217 / ذيل الحديث19.
  5. کذا في النسخ ولعل الصواب جعفر بن محمد بن عمارة، وهو يروي عن أبيه عن جابر ابن يزيد الجعفي في غير واحد من الاسانيد کاسانيد کتب الصدوق، انظر: معاني الاخبار: 21، 55، 104، 237، الخصال: 585، التوحيد: 242، وکذا يروي جعفر عن أبيه عن الصادق عليه السلام في أسانيد متکررة، نعم وردت رواية محمد بن عهارة عن أبيه عن الصادق عليه السلام في صفات الشيعة ح 69 لکنّه محرّف، والصواب جعفر ابن محمد بن عمارة کما في البحار 8 (الطبعة القديمة): 196.
  6. في هامش «ش»: بجانب.
  7. اعلام الوري ة 202، فرحة الغري: 51، ونقله العلامه المجلسي في البحار 42:220/ ذيل الحديث 26.
  8. کذا في «م» وهامش «ش» والبحار وکامل الزيارات وفرحة الغري وکفاية الطالب، وفي متن «ش» ومقاتل الطالبيين: للحسن بن علي.
  9. مقاتل الطالبيين: 42، کامل الزيارات: 33، فرحة الغري: 39، کفاية الطالب: 471، ونقله العلامة المجلسي في البحار 42: 42/234، وقد بينت المصادر المراد من رجال ابن ابي عمير في السند وفيها اختلاف يسير فراجع.
  10. محمد بن عائشة وفوقه علامة التصحيح ولعل المراد ان «محمد عن ابن عائشة» تصحيف والصواب بدله محمد بن عائشة وکأنّ فوق «محمد» علامة الزيادة (ز.. الي) فحينئذ تصير العبارة کما اثبتناه في المتن، وفي «م»: محمد بن عبداللّه بن محمد بن عائشة، وفي «ح»: عبيدالله عن ابن عائشة، ونقل في البحار هذا الخبر عن فرحة الغري باسناده الي المفيد عن محمد بن زکريا عن عبدالله بن محمد بن عائشة، ثم أشار بعد ذکر الخبر انّ في الارشاد مثله، ئم انّ الخبرمروي في فرحة الغري بطريق اخر عن عبيداللّه بن محمد بن عائشة عن عبداللّه بن حازم بن خزيمة وهذا نظيرما أثبتناه في المتن وهو أقرب في بادئ النظر من جهة انّ محمد بن زکريا الغلابي يروي عن ابن عائشة کما هو المصرّح في کتب الرجال وهو ابو عبد الرحمن عبيدالله بن محمد بن حفص العيشي المعروف بابن عائشة لانه من ولد عائشة بنت طلحة، توفي في شهر رمضان 228 انظر: تاريخ بغداد 10: 315، انساب السمعاني 9: 106، ميزان الاعتدال 3: 550، لسان الميزان 5: 168، تهذيب التهذيب 7:45.

    هذا لکن يبعّد صحة هذه النسخة ما في متن الخبر: قال محمد بن عائشة: فکأن قلبي لم يقبل ذلک.. الخ، فحينئذ امّا ان يلتزم بوقوع التحريف في ذيل الخبر وامّا ان يقال انّ المراد من محمد بن عائشة في الذيل هو عبيدالله بن محمد بن عاشة واطلق عليه اسم ابيه مجازاً کما في محمد بن عمر بن يزيد،. وامّا ان يقال بانْ الصواب هو محمد ابن عبيدالله بن محمد بن عائشة ولا مانع من رواية الغلابي عنه مع روايته عن ابيه عبيدالله، والغلابي توفي بعد سنة 280، وعبيداللّه بن عائشة توفي سنة 228 فبين وفاتيهما اکثر من خمسين سنة فيناسب رواية الغلابي عن ابنه ايضاً، وفي لسان الميزان: قال الغلابي: حدثنا ابن عائشة عن ابيه، فيحتمل کون المراد من ابن عائشة هو محمد ابن عبيدالله، فلاحظ.

  11. کذا في «م» وفرحة الغري والبحاروالدلائل البرهانية، ونقله في فرحة الغري بطريق آخر عن عبيداللّه بن محمد بن عائشة قال: حدثنا عبداللّه بن حازم بن خزيمة، لکن في نسخة «ش»: خازم باعجام الخاء، وهو الصحيح، وقد جاء ذکره في احداث خلافة المهدي والرشيد والأمين.

    فقد کان علي شرط المهدي سنة 167 وعزله في سنة 169 (تاريخ الطبري 8: 164 و 189).

    وولاه الرشيد طبرستان ورويان سنة 180 (تاريخ الطبري 8: 266).

    وله ذکر في احداث سنة195 في عهد الأمين (تاريخ الطبري 8: 5 39، 993، 412. وسنة 197 (تاريخ الطبري 8: 467)0 انظر فهرست تاريخ الطبري 10: 306.

  12. الثوية: موضع قريب من الکوفة. «معجم البلدان 2: 87».
  13. في هامش «ش»: فجاولناها.
  14. في «م» وهامش «ش»: التجأت.
  15. في «م» وهامش «ش»: فتعجب.
  16. في «م» وهامش «ش»: ففعلن.
  17. في هامش «ش»: ملياً.
  18. في هامش «ش»: جعلها.
  19. في «م»: جمال.
  20. في هامش «ش»: صارا.
  21. في «م» وهامش «ش»: يا بن عم.
  22. في هامش «ش»: أنا به.
  23. فرحة الغري: 119، والخرائج والجرائح 1: 234 / ذيل الحديث 78 قطعة منه، الدلائل البرهانية المطبوع في الغارات 2 / 826 ونقله العلامة المجلسي في البحار 42: 331 ذيل ح 16.