فضل أميرالمؤمنين في حجة الوداع











فضل أميرالمؤمنين في حجة الوداع



فکان في حَجّة الوداع من فضل أميرالمؤمنين عليه السلام الذي اختصّ به ما شَرَحناه، وانفرد فيه من المنقبة الجليلة بما ذکرناه، فکان شريکَ رسول الله صلّي الله عليه وآله في حجّه وهَدْيه ومناسکه، ووَفَّقه اللهُ تعالي لمساواة نبيه عليه وآله السلام في نيّته، ووِفاقه في عبادته،

[صفحه 179]

وظَهَرمن مکانه عنده صلّي الله عليه وآله وجليلِ محلّه عند الله سبحانه ما نوَّه به في مِدْحَته، فأوْجَبَ به فَرْضَ طاعته علي الخلائق واختصاصه بخلافته، والتصريح منه بالدعوة إلي اتباعه والنهي عن مخالفته، والدعاء لمن اقتدي به في الدين وقام بنصرته، والدعاء علي من خالفه، واللعن لمن بارَزه بعداوته. وکَشَفَ بذلک عن کونه أفضلَ خلق الله تعالي وأجلَّ بريّته، وهذا ممّا لم يَشْرَکه - أيضاً - فيه أحدٌ من الأُمّة، ولا تعرض[1] منه بفضل يُقاربه علي شبهةٍ لمن ظنّه، أو بصيرة لمن عرَف المعني في حقيقته، والله المحمود.


صفحه 179.








  1. في هامش «ش»: تَعَوَّض.