خبر بريدة الاسلمي و زجر النبي له











خبر بريدة الاسلمي و زجر النبي له



وکان أميرُ المؤمنين عليه السلام قد اصطَفي من السَبْي جاريةً، فبعث خالدُ بن الوَليد بُرَيدةَ الأسْلَميّ إلي النبي صلّي اللّه عليه وآله وقال له: تَقدّمْ الجيشَ إليه فأَعْلِمه ما فَعَل عليٌّ من اصطفائه الجاريةَ من الخُمس لنفسه، وقَعْ فيه.

[صفحه 161]

فسار بُرَيدة حتي انتهي إلي باب رسول الله صلّي الله عليه وآله فلَقِيه عُمر بن الخطّاب فسأله عن حال غَزوتهم وعن الذي أقْدَمَه، فأخبره أنّه إنّما جاء ليَقَعَ في عليّ،وذکر له اصطفاءه الجاريةَ من الخُمس لنفسه، فقال له عُمَر: اِمضِ لمِا جئتَ له، فإنَّه سيَغْضَبُ لابنته ممّا صَنَعَ عليّ. فدخل بُرَيدةُ علي النبي صلّي اللّه عليه واله ومعه کتابٌ من خالد بما أرْسَلَ به برَيدة َ، فجعل يَقْرؤُه ووجهُ رسول اللّه صلّي الله عليه وآله يتغيّر، فقال بُرَيدةُ: يا رسولَ الله، إنّک إن رَخَصْتَ للناس في مثل هذا ذَهَب فَيْؤُهم، فقال له النبيُّ صلّي الله عليه وآله: «وَيْحکَ - يا بُرَيْدَة -أحْدَثْتَ نِفاقاً! إنَ عليَّ بن أبي طالب يَحِلُّ له من الفَيء ما يَحِلُّ لي، إنَّ عليَّ بن أبي طالب خير الناس لک ولقومک، وخيرُمن أُخَلّف من بعدي لکافّة أُمّتي، يا بُرَيدة، اِحذَرْ أن تُبغضَ علياً فيُبْغِضَک الله».

قال بُرَيدة: فتمنّيتُ أنّ الأرضَ انشقَت بي فسُخْتُ فيها، وقلتُ: أعوذ بالله من لسَخَط الله وسَخَط رسوله، يا رسولَ الله، استغفر لي فلن أُبْغِضَ علياً أبداً، ولا أقولُ فيه إلاّ خيراً. فاستغْفَرَ له النبيُ صلّي الله عليه وآله.


صفحه 161.