نعيه نفسه الي اهله و اصحابه قبل مقتله
[صفحه 14] وروي علي بن الحَزَوَّر، عن الأصْبَغ بن نُباتَة قال: خَطَبَنَا أميرُ المؤمنين عليه السلام في الشهر الذي قُتِل فيه فقال: «أتاکمُ شهرُ رمضان، وهو سيّد الشهور، وأوّل السنة، وفيه تدور رَحا السلطان. ألا وإنّکم حاجّ العامَ صفّاً واحداً، وآيةُ ذلک أنّي لستُ فيکم» قال: فهو يَنْعي نفسه عليه السلام ونحن لا نَدْري[2] . وروي الفَضْل بن دُکَين، عن حَيّان بن العبّاس، عن عثمان بن المُغِيرة قال: لمّا دخل شهرُ رمضان، کان أميرالمؤمنين عليه السلام يتعشّي ليلةً عند الحسن وليلةً عند الحسين وليلةً عند عبداللّه بن جعفر[3] ، وکان لا يَزيد علي ثلاث لُقَم، فقيل له في ليلةٍ من تلک الليالي في ذلک، فقال: «يأتيني أمرُ اللّه وأنا خميصٌ، إنّما هي ليلةٌ أو ليلتان» فأُصِيب عليه السلام في اخر الليل[4] . وروي إسماعيل بن زياد قال: حدثتني اُمّ موسي - خادمة[5] علي عليه [صفحه 15] السلام وهي حاضنة فاطمة ابنته عليه السلام - قالت: سمعتُ عَليّاً عليه السلام يقول لابنته اُمّ کلثوم: «يابُنيّة، إنيّ أراني قلَّ ما أصحَبُکم» قالت: وکيف ذلک، يا أبتاه؟ قال: «إني رأيت نبيّ اللّه صلّي الله عليه وآله في منامي وهو يَمْسَحُ الغبارَ عن وجهي ويقول: يا عليّ، لا عليک قد قَضَيْتَ ما عليک». قالت: فما مَکَثْنا إلاّ ثلاثاً حتي ضُرِب تلک الضربة. فصاحت اُمّ کلثوم فقال: «يا بُنيّة لا تفعلي، فإنّي أري رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله يشير إليَ بکفّه: يا علي، هَلمَّ إلينا، فإنّ ما عندنا هو خيرٌ لک»[6] . وروي عمّار الدُهْني، عن أبي صالح الحنفيّ قال: سمِعمت علياً عليه السلام يقول: «رأيتُ النبيّ صلّي اللّه عليه وآله في منامي، فشَکَوْتُ إليه ما لقيت من أُمّتهِ من الأود واللدد[7] وبکيتُ، فقال: لاتَبکِ يا علي والتفِتْ، فالتفتُّ، فإذا رجلان مُصَفَدان، وإذا جلاميد تُرْضَخ بها رؤوسهما». فقال أبو صالح: فغدوت إليه من الغد کما کنت أغدو کلّ يوم، حتي إذا کنت في الجزارين لقيت الناس يقولون: قُتِل أميرالمؤمنين، قتل أمير [صفحه 16] المؤمنين عليه السلام[8] . وروي عبيداللّه بن موسي، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصريّ قال: سَهِرَ أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الليلة التي قتِل[9] في صَبيحَتِها، ولم يَخْرُج إلي المسجد لصلاة الليل علي عادته، فقالت له ابنته امّ کلثوم - رحمة الله عليها-: ما هذا الذي قد أسْهَرَک؟ فقال: «إنّي مقتول لو قد أصبحتُ» وأتاه ابنُ النَبّاح فآذنه[10] بالصلاة، فمشي غيرَ بعيد ثم رجع، فقالت له ابنته اُمّ کلثوم: مُرْ جَعْدَة فليُصَلّ بالناس. قال: «نعم، مُروا جَعْدة فليُصَلّ»[11] . ثمّ قال: «لا مَفَرّ من الأجل» فخرج إلي المسجد وإذا هو بالرجل قد سَهِر ليلتَه کلّها يَرْصُدُه، فلمّا بَرَدَ السحر نام، فحرّکه أميرالمؤمنين عليه السلام برجله وقال له: «الصلاة» فقام إليه فضربه[12] . ورُوي في حديث اخر: أنّ أميرَ المؤمنين عليه السلام سَهِر تلک الليلة، فاکثر الخروج والنظر في السماء وهو يقول: «واللّه ما کَذَبْتُ ولا کُذِبْتُ، وإنّها الليلة التي وُعِدتُ بها» ثمّ يعاود مضجعه، فلمّا طلع الفجر شدّ ازاره[13] وخرج وهو يقول: [صفحه 17] «أُشـدُدْ حـَيـازِيـمـَک لـلـمـوت ولاتـجـْزَع مـن الـمـوت فلمّا خرج إلي صحن الدار استقبلته[15] الأوَزُ فَصِحْنَ في وجهه، فجعلوا يَطرُدونهنّ فقال: «دَعُوهُنَّ فإنّهنّ نَوائح» ثمّ خرج فأُصيب عليه السلام[16] .
ما رواه أبو زيد الأحوَل عن الأجلَح، عن أشياخ کِنْدَة، قال: سَمِعتُهم أکثرَمن عشرين مرّة يقولون: سَمِعنا علياً عليه السلام علي المنبر يقول: «ما يمنَعُ أشقاها أن يَخْضِبَها من فوقها بدم؟» ويَضَعُ يدَه علي لحِيته عليه السلام[1] .
فـإن الـمـــوتَ لاقــيـــک[14] .
* إذا حـــلّ بــــواديــک»
صفحه 14، 15، 16، 17.
قال في لسان العرب - خدم - 12: 166: ألخادم واحد الخدم غلاماً کان أو جارية... وفي حديث فاطمة وعلي عليهما السلام: «اسألي أباکِ خادماً تقيک حرً ما أنت عليه» الخادم واحد الخدم ويقع علي الذکر والانثي لاجرائه مجري الاسماء غيرالمأخوذة من الافعال کحائض وعاتق.. وهذه خادمنا- بغير هاء، لوجوبه، وهذه خادمتنا غداً. انتهي.