ذکر ارسال رسول الله له إلي بني جذيمة
وذلک أنّهم کانوا أصابوا في الجاهلية نِسوةً من بني المُغيرة، وقَتَلوا الفاکِهَ بنَ المُغيرة - عمَّ خالد بن الوليد - وقَتَلوا عَوْفأ - أبا عبد الرحمن ابن عَوْف - فأنفذه رسولُ الله صلّي اللهُ عليهِ وآلهِ لذلک، وأنفذ معه عبد الرحمن بن عَوْف للتِرَة أيضاً التي کانت بينه وبينهم، ولولا ذلک ما راي رسولُ اللّه صلّي الله عليه وآله خالداً أهلاً للإمارة علي المسلمين. فکان من أمره ما قدّمنا ذکرَه، وخالف فيه عَهْدَ الله وعَهْدَ رسوله، وعَمِلَ فيه علي سُنّة الجاهلية، واطَّرَحَ حکم الإسلام وراءَ ظَهْره، فبَرأ رسولُ الله صلّي الله لا عليه واله من صَنيعه، وتلافي فارطَه بأميرالمؤمنين عليه السلام،وقد شَرَحنا من ذلک فيما سلف ما يغني عن تکراره في هذا المکان. [صفحه 140]
ثمّ اتصل بفتح مکّة إنفاذُ رسول الله صلّي الله عليه واله خالدَ بن الوَليد إلي بني جَذِيمة بن عامر- وکانوا بالغُمَيْصاء[1] - يدعوهم إلي الله عزّوجلّ، وإنّما أنفذه[2] إليهم للترة[3] التي کانت بينه وبينهم.
صفحه 140.