اخباره بمقتله و علمه به











اخباره بمقتله و علمه به



ما أخبر به عليُّ بن المُنْذِر الطريقي، عن ابن الفُضَيْل العَبْدي[1] ، عن فِطْر، عن أبي الطُفَيْل عامر بن واثِلة - رحمة اللّه عليه - قال: جَمَع أميرالمؤمنين عليه السلام الناسَ للبيعة، فجاء عبدُ الرحمن بن مُلْجَم المُراديّ - لعنه الله - فردّه مرتين أو ثلاثاً ثمّ بايعه، وقال عند بيعته له: «مايَحْبِسُ أشقاها! فو الّذي نفسي بيده لتُخْضَبن[2] هذه من هذا» ووَضَعَ يدَه علي لِحْيَته ورأسه عليه السلام، فلمّا أدْبَر ابنُ مُلْجَم عنه منصرفاً قال عليه السلام متمثلاً:


«أشـْدُدْ حـَيـازيـمـَکَ لـلمــوت
فـــــإنّ المــــــوتَ لاقيک


ولا تَــجـْزَع مــن الـموت
إذا حـــــــــــــَلّ بـواديـک


کـمـا أضــحـَکَـکَ الــدهــرُ
کـذاکَ الــدهـرُ يـُبـْکـيـک[3] ».

[صفحه 12]

وروي الحسنُ بنُ محبوب، عن أبي حَمْزة الثُماليّ، عن أبي إسحاق السَّبِيعيّ، عن الأصْبَغ بن نُباتة، قال: أتي ابن ملجم أميرَ المؤمنين عليه السلام فبايعه فيمن بايع، ثمّ أدبر عنه فدعاه أميرُ المؤمنين عليه السلام فتوثّق منه، وتوکّد عليه ألاّ يَغْدر ولا يَنْکث ففعل، ثمّ أدبر عنه فدعاه أميرُ المؤمنين عليه السلام الثانية فتوثّق منه وتوکّد عليه ألاّ يَغْدر ولا يَنْکث ففعل، ثمّ أدبر عنه فدعاه أميرُ المؤمنين عليه السلام الثالثة فتوثّق منه وتوکّد عليه ألاّ يَغْدرَ ولا يَنْکث، فقال ابنُ مُلْجَم:واللّه - يا أميرالمؤمنين - ما رأيتُک فعلتَ هذا بأحد غيري. فقال أميرُ المؤمنين عليه السلام:


«أُريد حِباءهُ ويُريدُ قتلي
عَذيرَک[4] من خليلِک من مُرادِ[5] .


امض - يا بنَ مُلْجَم - فواللّه ما أري أن تَفِيَ بما قلت»[6] .

وروي جعفر بن سُلَيمان الضُبَعيّ عن المُعَلِّي بن زياد قال: جاء عبدُ الرحمن بن مُلْجَم - لعنه اللّه - الي أميرالمؤمنين عليه السلام يستحمله َ، فقال له: يا أميرالمؤمنين، إحمِلني. فنظرإليه أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ قال له: «أنت عبدُ الرحمن بن مُلْجَم المُراديّ؟» قال: نعم. قال: «أنت

[صفحه 13]

عبدُ الرحمن بنُ مُلْجَم المرُاديّ؟» قال: نعم. قال: «ياغَزْوان، اِحمِله علي الأشقر» فجاء بفرس أشقر فرَکِبه ابنُ مُلْجَم المُرادي وأخذ بعنانه، فلمّا ولّي قال أميرالمؤمنين عليه السلام:


«أريد حِباءه ويريد قتلي
عَذيرَک مِنْ خَليلک من مُراد»[7] .


قال: فلمّا کان من أمره ما کان، وضَرَب أميرَ المؤمنين عليه السلام قُبض عليه وقد خَرَج من المسجد، فجيء به الي أميرالمؤمنين، فقال عليه السلام: «والله لقد کنتُ أصنع بک ما أصْنَع، وأنا أعلمُ أنّک قاتلي، ولکن کنتُ أفعلُ ذلک بکَ لأستظهِرَ بالله عليک».


صفحه 12، 13.








  1. لعل العبدي تصحيف الضبيّ، فإنّه محمد بن فضيل بن غزوان الضبيّ، مولاهم أبو عبد الرحمن، وقد عدّه الشيخ الطوسي (قدس سره) من أصحاب الصادق عليه السلام ووثقه (رجال الشيخ: 297) يروي عنه علي بن المنذر الطريقي، انظر: «الطبقات الکبري 6: 389، انساب السمعاني 8: 145، ميزان الاعتدال 3: 157، تهذيب التهذيب 7: 386 و 9: 405».
  2. في «ق» وهامش «ش»: ليَخْضِبَنَّ.
  3. الطبقات الکبري 3: 33، أنساب الأشراف 2: 500، مقاتل الطالبيين: 31، الخرائج والجرائح 10: 182 ذيل الحديث 14، ونقله العلامة المجلسي في بحار الانوار 42: 192 /6 والبيت الاخير اثبتناه من «ق».
  4. عذيرک من فلان بالنصب، أي هات من يعذرک فيه، فعيل بمعني فاعل «النهاية - عذر - 3: 197».
  5. البيت لعمرو بن معدي کرب: کتاب سيبويه 1: 276، الأغاني 10: 27، العقد الفريد 1: 121، خزانة الادب 6: 361.
  6. ذکره ابن شهرآشوب مختصراً في المناقب 3: 310، ونقله العلامة المجلسي في البحار 42: 192 /7.
  7. اشار اليه ابن شهرآشوب في المناقب 3: 310، والراوندي في الخرائج والجرائح 1: 182 ذيل الحديث 14.